وعدك لى .. !!

ترى كم مرة لابد أن ننفصل فيها عن بعضنا البعض ؟؟
 كم علينا ان نذق مرارة الفراق ؟؟
 و كم مرة كتب علينا أن نسير فى درب البين و الجراح؟؟
أيصعب على العالم ان يمنح قلب إمرأة إحساسا بالحب ؟ أم يصعب عليه أن يعطيها قلبا يحبها بصدق ؟
 قلبا واحدا فقط ؟ لم يكن موجودا و لن يكون موجودا أبدا .. إنه الحلم الذى لم يتحقق و لن يأتى ؟؟
لقد كنت مجرد وعد أعطاه .. و حاول أن يفى به ؟؟ ثم أثقل كاهله ، و إزداد حمله و صار عبئا ؟  أو هما ؟ أم ألما ؟  لا بل جرحا ؟ ثم مات .. مات الوعد .. فلم تعد له ضرورة  و لم يعد له معنى .. و فقد قيمته .. عندما صار عبئا ثقيلا !
 و لم لا ! لقد كان مجرد وعد .. مجردا من الاحاسيس .. مجردا من المشاعر .. لم يكن يحبنى .. لم يشعر بى ..لم أكن فى قلبه يوما .. أى يوم ..
بينما انا ..راودنى ذلك الحلم القديم .. بأن هذا هو القلب الذى سيضمنى ...و سيحمينى .. فعدت مرة اخرى إلى طريق المرار و الجراح
 يبدو انى لازلت ادخل الدنيا من ذات الباب الخطأ ..
يامن أكتب إليه فلا يقرأ !
 و يا من أنادى عليه فلا يسمع !
 و يامن أناجيه فلا يفهم حرفا و احدا أو حتى يشعر !
هذه هى الزفرة الأخيرة من دقاتى .. أنثرها بين قدميك ، فخطى فوقها .. دس عليها .. فتتها بكل قوة لديك .. لأنى ما عدت أريدها ان تحيا مجددا ، حتى لا أعيش نفس الألم .. نفس الذكرى .. نفس الجراح .. نفس البكاء ...
 أنا أحررك من وعدك .. فاذهب أنت الطليق ..
 و احررك من ذكراى .. فانسى لأنى لم أمر يوما فى الطريق ..
 و أحررك من قلبى .. فهو لم ينبض يوما إلا كالغريق ..
و أحررك من ألمى .. فلا تخف  فبالنسبة لى  هو الصديق ..
 و احررك من دمعى .. فهو سجنى الرقيق ..
 أحررك من كل هذا .. و اكثر ... أحررك من الذكرى ...فلن أعود يوما  إلى أعتابك باكية أو راكعة أو حتى متوسلة .. لن أعود .. صدقنى .. لن أعود..
 لقد رحلت للأبد إلى حيث تلك النجمة فى السماء ... ستأخذنى معها هناك خلف الأفق .. إلى ما بعد السديم .. حيث أتلاشى ... فلا يكون هناك لقاء من جديد .. و لن يكون هناك فراق بعده..
 أعدك بكل حروفى التى كتبتها عن حبك ..
 و بكل خصلات شعرى المتناثر فوق جبينى ..
 و بكل دقات قلبى .. المتلهفة إلى صدرك ..
 و بكل  رعشات جسدى ... حين يلمس جسدك ..
 و بكل قبلة طبعتها على شفتى ...
 وبكل المشاعر و الأحاسيس .. أنى سأرحل للأبد .. ألملم ذكرياتى .. و كل أحاسيسى .. التى شاركناها سويا .. و ألقيها معى خلف السديم ...
  و فى الغد .. إستيقظ مبتسما ... لن تجد لى أو لذكراى أثر ...
 و عش حبيبى .. عش و أسعد بحياتك ... لأنى يوما لم أعش.. فكيف يحزن المرء على ذكرى إنسانة لم تولد ، لم تضمها سجلات البشر .. فقط إسمها معروف فى دنيا الجراح .. حيث عذابات العاشقين .. لو أردت أن تجدنى إسمع جيدا أصوات العذاب و راقب دمعات الأحزان .. وآهات العشاق المحرومين .. المكلومين .. حينها ستسمع صوتى .. و تشعر بى ..
 وربما حينها ... ستدرك أن وعدك لى كان نابعا من قلبك .. و ليس مجرد كلمة نطقت بها فى لحظة ضعف !! ربما !!

المشاركات الشائعة