خواطر مشتركة

بالأمس القريب كان إحتفال العالم بعيد الحب !!

 وفى هذا اليوم تحديدا ...  إحتفل البابا الجديد " تاوضروس" بعيد ميلاده  وفوزه بمقعد البابوية فى مصر  و يكون بذلك رقم 118 فى تاريخ عريق لمقعد مقدس يحمل الكثير من الآمال لشعب مصر كلها ما بين مسيحى و مسلم و يهودى .. أو ملحد .. لا يهم أى ديانة يعتقد الإنسان ، بقدر ما يهم سريان النيل من جديد عذبا صافيا فى مجراه .. و غناء الكثبان بصوتها الحنون فى صحرائها ، و إخضرار الزرع فى سنابله .. و إكتساء الطين بخضاب الحسناوات ساعة العصارى ...
 هذه هى مصر التى اتمناها و أعشقها و أهواها .. هى بلدى التى فيها أعيش و أحيا و أربى صغارى ...هذه هى مصر .. وطنا للجميع مهما إختلفت ألوانهم و عقائدهم .. و حساباتهم ... وهذا هو مفهوم إحتفالى بعيد الحب ..

 و من مصر ... محبة .. ارسلها إلى كل من عاش بها لحظة .. أو مر بأرضها هنيهة .. أو حتى خطرت على باله لبرهه ، كل من كان عربيا .. أفريقيا ...غربيا .. أعجميا ... أيا ما كان ... إنه يوم الحب .. وهو الشعور بالحب ... الذى يحمل كل المعانى .. و يسعد كل القلوب ... ينشر البسمات .. غدا مشرقا .. مع أن الأرض لن تدوم طويلا .. كما أن الحياة لن تبقى مستديمة ...
 ومن بين دقات الحب .. أتذكر ..حديثا مر بى ... عن وطن عربى بلا حدود و لا فواصل .. ولا فروقات بين الأهل .. و لا مخاوف .. وطن يملؤه الثقة .. و يقويه الإيمان و الإصرة ..حلما لعله يراودنى منذ سمعت أغنية العبقرى عبد الوهاب مع كوكبة مغنيى مصر .. حين غنوا سويا .. وطنى حبيبى الوطن الأكبر .. يوم عن يوم أمجاده بتكتر ... ألم يكن مطلع حديثهم عن الحب ...عن ذلك المعشوق .. الوطن الأكبر ...
 إذن هى أغنية صنعت خصيصا لعيد الحب ..
 هذا اليوم الذى يكتسى بالحمرة .. و توقف معناه عند أطراف الشباب من الجنسين .. بدون أن يكتمل المعنى فى صدر أرحب و أشمل .. مفهوم الوطن .. الحياة .. الأصدقاء... الأهل ... الهوية ... السلامة .. الأمان .. الثقة .. التسامح .. الإخاء ... الإيمان ... و أخيرا ... القلوب النابضة بالعشق ...
 فليظل اليوم مكتسيا بلونه الأحمر ... رمز النار المتقدة .. حتى لا تخبو جذوتها فى قلوب من يتفكر أو يتدبر .. حتى ندرك أن ملذات الدنيا تزول حتما .. تزول .. لا مفر ... إلا من قلب يعشق بصدق .. لكل ما يستحق العشق .. للقيم فى الحياة .. للمبادئ .. للسلام .. و للمحبة ... للتصالح ... و للإيمان .
 بالأمس القريب .. إحتفلت مع مسيحى مصر .. بأنى مواطنة مثلهم .. مسلمة نعم و الحمد لله .. لكنى مثلهم .. مصرية .. خمرية ... بنت النيل .. و بالأمس القريب .. أحببت .. أحببت .. و أحببت .. أحببت كل ما هو طيب فى الحياة .. و تسامحت مع كل  أحزانى  و أهاتى و دموعى .. فهذا هو معنى  الإحتفال بعيد الحب .
 و أنا على يقين .. من أن كل من وجد الحب فى حياته نبعا صافيا متدفقا .. كل من آمن بأن الحسنة تدفع السيئة ...و كل من تعامل بخلق التسامح .. و كل من احب الحب بلا مقابل .. و كل من رأى الرضا نورا مبهجا فى سعادة .. و كل من أحس بأنه إنسانا نابضا .. قد شاركنى فى كل ما كتبت .. و احس بكل ما أحسست .. و أدرك بقلبه .. أن بعض البشر مهما إختلفت مذاهيهم ..  أو ألوانهم .. أو أماكنهم و بلادهم .. لا يمكن أن يشروا أو يباعوا .. لأن لهم خواطر مشتركة .. تسمى .. الحب فى الإنسانية .. لله عز و جل .

المشاركات الشائعة