واحد .. واحد .. واحد .. الحلقة 5

تنبيه هام  : أحداث هذه القصة و شخصياتها و تفسيراتها كلها من محض الخيال البحت للكاتبة ، و أى تشابه أو إمتزاج قد يبدو بين الخيال و الواقع  من باب الحبكة الدرامية للاحداث و جذب القارىء للمتابعة فقط لا غير ولا يمت بأى حال من الأحوال للواقع بصلة، لذا وجب التنويه ، و شكرا..
 المؤلف / روناء المصرى

" ملحوظة : أعتذر لقرائى الأعزاء عن الـتأخر فى نشر السلسلة  وسوف يتم النشر تباعا بإذن الله تعالى"
الحلقة الخامسة 
اليوم - 14 أغسطس 2013م
 الساعة السابعة و النصف صباحا 
القاهرة - جمهورية مصر العربية 

داخل أحد الشقق السكنية بمنطقة القاهرة و تحديدا فى حى مدينة نصر، رن جرس الهاتف طويلا ، فقامت ربة المنزل مجيبة على التليفون الباكر وبداخلها خوف و ترقب ، :
- ألو ! أيوة !
- إنتى لسه نايمة لحد دلوقتى يا سميرة ؟
- هو فيها حاجة حصلت يا أمل؟
- أيوة يا حبيبتى حاجة و أى حاجة .. الجيش فض إعتصامات رابعة والنهضة !!!
- إيه ! فضوا الإعتصامات .. ده كانت بالألاف  قدروا قدروا يفضوها ؟
- أه فضوها  خلاص و أعلنوا الأخبار على كل التلفزيونات والفضائيات و الإنترنت !! قومى شوفى حالك بقى النهاردة يوم مش سهل ، أولادك فين؟؟ معاكى و اللا مع باباهم ؟
- الأولاد مع باباهم .. أنا قلقانة عليهم جدا يا أمل ؟
- مش هاعرف أطمنك .. السكك كلها مش طبيعية و الأحسن إنهم يفضلوا هناك شوية لحد ما الأمور تهدا ، لأن فيه أخبار إن السكك الحديد و المواصلات هتتعطل شوية و أكيد أكيد الإخوان مش هيفوتوا الموضوع ده بسهولة ! ربنا معاكى!
- طمنتينى مش كده هو أنا كنت ناقصة !
- معلهش ربنا كبير ! يعديها على خير ، خدى إنتى بالك من نفسك و إبقى طمنينى عليكى و على الأولاد ، مع السلامة يا سميرة!
- مع السلامة يا أمل!

هذه المكالمة كانت تعبر عن جزء من المجتمع المصرى ، كان يعيش مشاعر متضاربة ما بين الفرح و الحزن ، القلق و الحيرة لكن السؤال ذاته كان يتردد دوما فى قلوب كل المصريين .. ماذا بعد فض الإعتصامات ؟؟
 لم يكن هذا هو السؤال الذى يطرحه فريق العميد سعيد فى نفس الوقت الذى حدثت فيه المكالمة الهاتفية ، بل كانت هناك أسئلة من نوع أخر .. و حوار له مغزى مختلف تماما :
 العميد سعيد: - الخطوة ديه كانت لازم تتم و أنا باهنيكم عليها ، لكن إنتم طبعا فاهمين إنها مجرد بداية لحاجات كتيرة جاية بعد كده ! أعتقد إن الرسالة وصلت للعالم كله و إعتقد إن الكل فهم إحنا عاوزين نقول إيه بالضبط !
النقيب حسام :- تمام يا فندم ! متوقعين كمان إن رد فعل الميديا هيكون زى ما توقعنا بالضبط !
 النقيب عبد الرحمن : تمام يا فندم ! كل شيء مدروس تمام !
العميد سعيد: إنتوا عارفين طبعا إن حرب الإشاعات ده جزء من الحرب النفسية ، و اللى إستخدمها العدو قبل كده ضد مصر ، المره ديه إحنا عاوزين السيطرة تكون لينا إحنا مش ليهم بأى حال من الأحوال.
النقيب معاذ: يا فندم ! الإشاعات بدأت بالفعل و إحنا كنا متوقعين كل الكلام اللى هيطلع و لحد دلوقتى اجهزة الرصد والتحليل بتاعتنا بتقول إن كل شيء ماشى حسب الخطة ، لكن إزاى نطمن إنهم بلعوا الطعم ، و هيبدأوا فعلا فى التصرف بنفس توقعاتنا ديه؟
العميد سعيد: هاخلى الأيام هى اللى ترد عليك لوحدها يا نقيب معاذ..  لوعندك شك إنهم هيستخدموا الإشاعات المرة ديه كمان؟؟ يبقى إستنى وشوف ؟!
*******
 الولايات المتحدة الأمريكية 
مقر الإجتماع السرى لمناقشة الأوضاع فى مصر بعد فض الإعتصام
تبدو فى القاعة نفس الوجوه التى حضرت الإجتماع الأول فى الثالث من يوليو مع أعضاء البنتاجون  و المخابرات الأمريكية و لكن الأمر كان مختلف عن المرة السابقة
- هل تريد القوات المسلحة أن تقول لنا أن عبور أكتوبر سيتكرر من جديد حتى بعد الثورة ؟ كيف تفسرون ما حدث صباح اليوم فى القاهرة والجيزة؟
- ربما سيدى تكون هذه الرسالة المقصودة ، لكن لازال لدينا أوراق جيدة للعب ، فهناك حقوق الإنسان و هناك الإعلام ونحن نعلم أن الحروب الحديثة لا تحتاج إلى إستخدام للمدافع أو الطائرات أو الجنود سيدى ، الكلمة وحدها قد تكون قاتلة، أليس كذلك ؟
و يلتفت بدوره المتحدث إلى الشخص الذى يعد أرفع رتبة فى الحضور ، قائد المجموعة المكلفة بملف مصر، فيبادر القائد الجنرال فى الحديث بهدوء حذر و قدا بدا عليه التفكير العميق:
- ما يحدث فى مصر بالتأكيد لن يظل حبيس مصر وحدها هل تفهمون ما أعنى؟
 الجميع فى هدوء : نعم نفهم سيدى القائد.
- إذا كنتم تفهمون ما أقول جيدا فلماذا لم تصلنى تقارير تحليل شخصية وزير الدفاع لديهم حتى الأن ؟ و لماذا لا تزال جهودنا فى المنطقة العربية بطيئة .. حذرتكم منذ البداية من ألا تتزامن أعمالنا فى نفس التوقيت فى الدول المحددة مسبقا للخارطة ، إذن من سيتحمل التقصير الأن ؟
 يرد الجميع بهدوء
 - جميعنا سيدى القائد.
 القائد يكمل كلامه بنبرة عالية :
- فى خلال أسابيع قليلة أود أن أرى لأمريكا تواجدا مؤثرا فى أحداث الربيع العربى ، و إلا لن يكون لحياتكم معنى للربيع !
 و قبل أن أغادر اليوم .. إعلموا جيدا أن الإشاعة لطالما كانت سلاحا جيدا عندما تودون أن تثيروا العصبية و النزعة العرقية و الدينية فى المجتمعات المتخلفة كالمجتمعات العربية الهزيلة .. ردوهم إلى تاريخهم .. أليسوا هم من أشادوا بأيام العرب ؟؟ إجعلوهم يتذكروا جيدا هذه الأيام .. فى هذا الوقت ، الكلمة ستكون الأقوى من الإعلام !
 و يوميء الجميع برأسه فى سكون ..
ينتهى الإجتماع باكرا .. لكن بقايا من الذين إنضموا إليه يتجمعون فى أحاديث جانبية ..
و فى هذه الأحاديث تبدو هناك بقايا من كلمات الهمس تحوم فى المكان ..و ترامى إلى أحدهم تلك الكلمات : سوريا --ليبيا -- السودان ..المثلث القادم للحركة ، إبدأ التنفيذ !
فيرد ذلك الشخص الذى يبدو أن كلمات الهمس كانت بمثابة أوامر إليه:-  علم و ينفذ فى الحال!
***
 على بوابة الإجتماع السرى .. تظهر نفس السيارة السابقة و هى تخرج مسرعة إلى الطريق ، حيث كان نفس الشخص الذى إبتاع المشروبات الساخنة من الكافتيريا ينتظر طلبه الخاص جدا ، و بدا هناك حديث بالومضات بين تلك السيارة و ذلك الشخص الواقف فى الجهة المقابلة من الرصيف ، ليطلق السائق نفس الومضات الثلاث ، ثم يتبعها بومضة رابعة ، و ينطلق بعدها بسيارته مسرعا ليختفى فى الظلام .

  و يتسلم الشخص الواقف بالكافتيريا طلبه ، ليبدأ فى تناول قهوته بهدوء ، وهو يدون على " واتس أب" رسالة لمجموعة خاصة يقول فيها :
- هل تودون الذهاب إلى حفل راقص بالديسكو؟
 ما هى إلا لحظات قليلة حتى بدأ الجميع فى الرد سريعا على الرسالة:
- نعم ! أنا أعرف مكانا جيدا !أتود المجيء؟
- بكل تأكيد الأتعرف أنى الأمهر فى الرقص؟
- راقصنى أول رقصة حتى أوافق على المجيء!
- تأخرت كثيرا ، صديقى فالرقص قد بدأ عندى بالفعل !
كانت هذه الرسالة الأخيرة من تلك الفتاة فى " تل أبيب" كانت تجلس وحدها أمام أبواب أحد المنازل ، ثم مالبثت أن مضت فى حال سبيلها !
{يتبع}

المشاركات الشائعة