ما بين الأربعين و الخمسين

 مرحبا !

أفتقدت المدونة خاصتي جدا

 اليوم قررت أن أكتب لكم من جديد عن عمر محير ما بين الأربعين و الخمسين . عشرة أعوام كاملة لكنها مختلفة تماما عن ما سبق من اغوام مرت فى حياتك و خصوصا النساء.
هذه الأعوام ، هي أعوام الفهم للذات فكل منا يقف ليراجع ما حدث معه فى حياته و يسأل نفسه سؤالا واحدا: ماذا فعلت ؟ ماذا أنجزت؟ وأين أنا الأن من العلم؟بل أين أنا من أحلامي؟ 
هذا السؤال يأتيك بصيغات مختلفة و متجددة طبقا لكل منا و نشأته لكنه حتما تم طرحه فى يوم ما وتحديدا وقتما أتممت عامك الأربعين لأول مرة 
وعلى الرغم من فرحة بلوغ سن الأربعين ، فإن هناك مخاوف ووساور خفية تبدأ فى الظهور على سطح حياتك تؤرقها .. أولها هذا السؤال السابق أعلاه
 ربما تتغير فى شخصيتك أمور كثيرة .. فالإنفعالات صارت أهدى، و الحزن صار أقل، و الفرح كذلك، ستجد نفسك تثمن كل لحظة هدوء تمر بها، تحنو إلى ماضيك فى الطفولة أو الشباب، تقف عند الشخصيات التى أثرت بك و فيك ، لكنك لا تقف طويلا لأنك تترقب من ستؤثر فيهم مستقبلا و من سيكون لديهم ذكرى طويلة الأمد لك 
 الرغبة فى الخلود تظهر فى هذا العمر، إما فى أحوالك المادية، أو أحوالك العائلية فالكثير يبدأ الزواج فى هذا السن، أو حتى فى إنجازاتك فالخلود أمر فضولي تبحث له عن وسيلة ما .
 وبعد أن تدرك أنه ليس لك مجال فى الخلود ، ستبدأ مرحلة اللامبالاة .. ليس كل ما يعرض عليك يهمك، أو يثيرك، أو حتى تبذل فيه الجهد و الوقت، و مرحلة حب الذات ستجد نفسك تحنو على ما أنت عليه ، و ليس على ما تبدو عليه فى الأربعين ..
البعض يبدأ التركيز على كورسات الجمال، أو الرشاقة، و البعض يستأنف نشاطات كان قد توقف عنها، أو يعيد الحياة لهواياته القديمة، أو حتى يتذكر أحداثا أسعدته .. البحث عن السعادة و راحة البال و السكينة و الهدوء هي سمة سن الأربعين.
 لديك خبرة كبيرة ، أصبحت تدرك من أول كلمة ينطق بها من حولك ميولهم، شخصياتهم، أهدافهمن و حتى طاقاتهم و مواهبهم و مهاراتهم .. العائلة تقترب منك أكثر و الأصدقاء القدامي و تبدأ نخطط لمرحلة لم الشمل.
 قد يتفاجأ بك البعض .. و قد تسعد البعض الأخر، و قد تكتشف أنك كنت مزعجا للبعض كذلك. 
ثم ستضحك 
 كم هي هشة هذه الحياة التى نعبشها لدرجة أن القتل اليوم أصبح أمرا مبررا مرهونا بلبس الفتاة 
و كم هي هشة قلوب الناس حولنا تتمايل بكلمة و تعتدل بكلمة أخرى 
 ثم تزدري عيناك ما يوجد فى كأس الدنيا من شراب 
فلا عدت تستيغه ولا تطيق طعمه الذى إعتدت عليه 
 و تخطط للرحيل 
و لكن الرحيل الذى أتحدث عنه ليس الإنتحار، أو إنهاء الحياة و إنما الرحيل عن ما يرذيك
 لم يعد هناك شخص يستحق أن تبذل من أجله أدنى مجهود لإسترضائه سوى نفسك
حتى تقترب من الخمسين 
 هنا 
 الجمال أصبح له معنى أخر 
 فالحياة أبسط من أن تفكر ماذا فعلت فيها أو ماذا تركت ، لأنك تدرك وقتها .. انها هي الحياة لن تدوم طويلا على نفس المنوال لا معك و بالتأكيد ليس مع غيرك!

 


تعليقات

المشاركات الشائعة