سيناريو فيلم روائى قصير -"مكتوب "

فيلم

      " مكتوب"

سيناريو و حوار / روناء المصري

عن قصة "الأقوى" للكاتب / عصام دراز
القصة الحائزة على  جائزة المجلس الأعلى للفنون والآداب























المعالجة والشخصيات:

تتم المعالجة من خلال مكتوب أو جواب يرسله الأب إلى شخصية ما ومن خلال كلمات المكتوب ندرك تفاصيل القصة و هدفها الأساسي عن كرامة المصري الجندي والفلاح وإبن البلد.

الشخصيات
·       عبد الهادي محمد الصياد؛ فلاح مصري ؛ الشخصية الرئيسية في الفيلم , نموذج للإنسان المصري الذي يرتبط بمصدر قوته الأرض,حتى يصير والأرض كيانا واحدا و هو أب حاني و يعاني من عقوق الولد و غياب إبنه البار به في الحرب , عاش مأساة فقد كل أولاده من الصبيان, وفي كبره ظل يعاني الكبر والعجز وحده لكنه المصري الذي لايكسره زمن أو مكتوب!!
·       سليمان عبد الهادي الصياد ؛ الجندي المفقود الذي تلوكه الألسنة بالشائعات , وهو الشخصية المحورية  حيث تدور حوله الأحداث نموذج للإبن البار وللصديق الوفي والأمين الكتوم , والودود الذي يصاحب الناس بكلمة طيبة وإبتسامة طاهرة , لكنه أيضا في الميدان الشجاع القائد والفارس المغوار الشهم وهو الذي يعيش قدره المكتوب! .
·       صلاح ؛ أحد شباب القرية المتعلمين , والمثقفين والخدوم الكتوم وهو صديق لسليمان, وهو الذي يعرف الكثير عن خبايا وكواليس القرية لكنه يؤثر أن يظل بعيدا حتى يبدأ في كتابة المكتوب!!
·       موسى ديان ؛ القائد الإسرائيلي والشخصية التي يوجه إليها المكتوب.
·       الإبن العاق "سالم" ؛ وهو أخو سليمان لكنه يمثل النقيض فهو إنتهازي وسهل الإنقياد و يخضع لشخصية زوجته بسهولة كما أنه يخجل من أصل والده الفلاح ولايحب الأرض أو يشعر بأي إنتماء لها وهو أيضا سيعيش المكتوب!!
·       الأم ؛ الشخصية المثالية للزوجة المكافحة التي لا تسأل لنفسها شيئا ولكنها تعكس بفطرتها فهم عميق للحياة بكل عجائبها و طرائفها و متناقضاتها فهي أكثر شخصية فهمت المكتوب وتعايشت معه في صمت.
·       زوجة الإبن العاق "المعلمة سميحة"؛ نموذج للتسلط والتعالي والإنتهازية وتحب السعي وراء المكسب السريع .
·       العمدة ؛ هو همزة الوصل بين الأحداث يحاول مساعدته على فهم المكتوب!!
·       "عواد" و إبنه الفلاح و مجاميع فلاحين.





السيناريو:

المشهد الأول:
يظهر في كادر الكاميرا المتسع أرض فضاء في ليلة ممطرة ومظلمة إلا من بعض الأضواء القادمة من بعيد توحي بقرب وجود منطقة سكنية بالجوار تبدو الأرض خالية من كل شيئ لكنها من الأراضي الزراعية والتي يبدو أنها تستعد لإستقبال موسم جديد و نلمح في وسط الظلام شبح يجري و هو يتحامل على عكاز ونستنتج أنه لشيخ عجوز يظل سائرا تراقبه الكاميرا وسط أصوات مختلطة للرياح والمطر وحشرات الليل الموجودة في هذه الأماكن, و يبتعد قليلا حتى نجده يتجه ناحية الأنوار وسط البيوت ويتوه في الظلام.




المشهد الثاني:
 في طرقات الحواري التي تفصل ما بين منازل الفلاحين في الريف المصري نجدها وقد إمتلأت بحفر المياه والوحل في هذه الليلة الممطرة وتبدأ الكاميرا من أرجل العجوز يمشي بعكازه وسط البرك الصغيرة في الطريق وفجأ نسمع حس ينادي وهو لغفر الليل في الفلاحين في أحد الفترات الماضية في مصر وصوته يعلو فوق أصوات المكان الطبيعية وبينما يتحدث الغفير يظل العجوز صامتا إلا بإيماءات من رأسه ولسان حاله يقول ]ا عم أتركني وحالي الذي أنا فيه , و ينتهي الغفير من كلامه المفروض على عم عبد الهادي سماعه حتما ورغما عنه ويختفي من أمام عم عبد الهادي حتى يسير بضع خطوات بإتجاه أحد المنازل القديمة والتي أمامها مصطبة كما هو معتاد في الفلاحين , ويتهاوى على المصطبة وهو يئن و تقترب منه الكاميرا وترصد صوت المطر الذي يعلو فجأة  وتقترب من وجهه فنجد أن مياه المطر تمازجت مع دموع وجهه الحزينة ونعلم سبب صمته مع الغفير ثم بعد فترة يقرر أن يمسح دموعه ويقف و يستدير نحو الباب الخاص بالمنزل الذي كان يستريح عنده ويخرج مفتاحا ويفتحه ويدخل.











المشهد الثالث:
داخل المنزل المتسع بالرغم من صغر مساحته حيث لايظهر به الكثير من الأثاث إلا من مجموعة كنب على كل ركن من أركان الدار ولكن إحداهاعلى اليمين تبدو كفرشة نوم لأحدهم ويعلوها صورة لشاب و مغطاة بكليم من النوع النظيف و عليها وسادة وفيرة , وأمام الكنبة تقع غرفة داخل صالة المنزل يبدو فيها سرير ودولاب من النوع القديم , و في الناحية الوسطى من الدار نجد سلما من الطين يؤدي إلى أعلى السطح و تحت السلم نجد أدوات الطهي والموقد و غيره وفي وسط الدار نجد طبلية من النوع القديم أيضا , تستعرض الكاميرا كل هذه التفاصيل مع دخول عم عبد الهادي والذي ينظر ناحية الصورة المعلقة فوق الكنبة وهو يضع أشياءه المبللة بالمطر على أقرب كنبة أمامه و نجد في نفس الوقت سيدة مسنة تبدو الحكمة والحزن على ملامح وجهها كما يبدو أنها معتادة على الصمت تقف عند أسفل السلم حيث مكان إعداد الطعام وتحمل صحنا من الصاج  وتذهب به إلى الطبلية وتضعه وهي تنظر إلى الصورة المعلقة بحزن وإلى زوجها بحزن أكثر وتهز رأسها ثم تقرر الحديث:

وهي تضع الصحن وتجلس لتناول العشاء وتدعو زوجها بيديها فيجلس هو الآخر بعد أن أخرجه صوتها من تأملاته الداخلية , ويأكلان في صمت , و فجأة نسمع صوت الرعد يعلو بشدة في الخارج ويعلو معه صوت المطر , فينكمش العجوزان و يقتربان أكثر من بعضهما و هنا تلتقي عيناهما و يبكيان لكن السيدة تعود وتتمالك نفسها رغم البكاء وتقول :






المشهد الرابع:

تبدو القرية في الصباح الباكر وقد بدأ كل فرد فيها في الإنشغال بشئونه ولا تزال الأرض وحلة من بقايا المطر, تمر السيدات وهن يحملن الزبد  و الجبن  لبيعه في الأسواق وهن يتحدثن و يضحكن في صخب و يمرون من أمام منزل عم عبد الهادي,وثم يخرجون من الكادر الذي يتضح فيه المنزل الآن بوضوح ثم نجد عم عبد الهادي يخرج من منزله وهو يحمل كوب الشاي الخاص بالصباح معها لقمة خبز وقطعة جبن قريش فلاحي على صحن مستدير صغير وراديو صغير من النوع الدارج ويجلس على المصطبة و يحاول أن يأكل فلا يستطيع ثم يقرر أن يشرب الشاي و يبدأ في تشغيل الراديو ليلتقط موجة مسموعة وواضحة في نفس التوقيت يمر رجل آخر في منتصف العمر وإسمه عواد وهو يجر حمارا وصبي في مقتبل العمر ويسيئ معاملته و ينتبه عم عبد الهادي للحوار الذي يدور بين الرجل وإبنه و كعادة المصريين ينفعل بالحديث ويقرر التعقيب فيغضب الرجل و يرد على عم عبد الهادي بكلمات جارحة وبأسلوب صفيق و يحزن العجوز  ويندم الرجل و يقرر الذهاب













 وعندما يذهب يظهر العمدة من حيث ذهب عواد الفلاح  ولكن في إتجاه عم عبد الهادي  ويجلس إلى جواره , فيميل عم عبد الهادي نحو داره و يطلب من زوجته عمل الشاي للعمدة ,







 وهنا يدور حديث آخر يميل عم عبد الهادي على العمدة ويحدثه بشغف , يبدو على العمدة الحرج وهو يرد عليه و يصبح الحديث خافتا  ولكنه حزين أيضا حتى أن عم عبد الهادي يلتف على نفسه القرفصاء على المصطبة وكأنه يلملم أحزانه  وعلى شفتيه ترتسم مرارة دائمة ودموع لا ترضى أن تظهر أمام العمدة ويقرأ العمدة كل هذا لكنه يظهر بدون حيلة  فيدق على العكاز الذي يتكأ عليه ويبدو الفص الكبير الذي في إصبعه الصغير دلالة على أنه لاتوجد فائدة ترجى من الحديث ثم يكمل العمدة ولكن بصوت واضح وكأنه قرر أن يرمي قنبلة ,










 وللدهشة بدا على عم عبد الهادي قوة فجائية و بدأ في فرد قدميه وصوته أصبح أكثر قوة وثبات  وإصرار ووضوح  وعصبية تدل على إيمان, و أمام هذا الموقفيقرر العمدة النهوض و الذهاب تاركا عبد الهادي في حيرة من  أمره , و بعد فترة صمت تخرج السيدة من دارها وهي تحمل صينية الشاي للعمدة الذي ذهب وبصمتها  و ذكائها تقرأ ما في زوجها و تقرر أن تغير الحالة التي هو عليها فتشغل الراديو ونجد نشرة الأخبار ويسرح عم عبد الهادي بينما تتناول السيدة الشاي في هدوء ثم فجأة يقرر الذهاب و يقف في ثبات  و يمشي بإتجاه السوق فتسأله زوجته عن الطريق لكنه لا يفصح وتبدأ السيدة في إظهار حزنها وإضطرابها و هي تبكي وتلملم أكواب الشي و الإفطار و تدخل المنزل و تغلق الباب وراءها.





المشهد الخامس :
السيد داخل منزلها بعد أن أغلقت الباب و تنظر إلى صورة ولدها سليمان المعلقة على الحائط وأخيرا تخرج السيدة ما في قلبها من حزن ومرارة فقدان الأم لولدها الحيلة و تبكي وهنا يبدأ فلاش باك



المشهد السادس:

بداية فلاش باك
 في شمس الغيط الحارقة نجد فتى مصري على وجهه ملامح الرجولة و الطيبة و وكل قسماته تدل على ملائمته للمكان والأرض و كأنه جزء منها إنه سليمان الذي توقفنا عند صورته نراه لحم ودم وهو يحني ظهره لينظف احشائش الضارة من الغيط تمهيدا لزراعة محصول جديد,  وكأن الشمس لا تعني له شيئا بالمرةو يبدو عليه الإستغراق في العمل لدرجة أن أحد أصدقائه المارين بالحقل والظاهر في خلفية الكادر من وراء ظهر سليمان ينادي عليه و لكن سليمان لا يسمعه , فيقرر الشخص أن يقترب أكثر ويدخل الحقل بإتجاه سليمان ويقترب منه من الخلف و يربت على كتفه ويحدثه في إبتسام ومداعبة الصديق وهو يلهث

ينتبه سليمان ويرحب بالشخص الصديق ويدور بينهما حوار بعد أن يتوقف سليمان عن العمل و ينظر إلى صديقه الذي يبدو عليه أنه أصغر سنا من سليمان و نحيف وطويل الوجه لكنه من المثقفين المتعلمين ويظهر ذلك عليه من زيه الذي يرتديه والذي يشبه زي البندر في الماضي نصف متمدن ونصف فلاحيو يدعى صلاح, يدور الحديث المرح بينهما كما تدل على ذلك حركات أيديهما وصوتهما المرح وضحكاتهما التي تتخلل الحديث, ثم يصمتان و يتشاركان في العمل


 وعندها نجد عم عبد الهادي يظهر في خلفية الكادر وهو يحمل الغداء في الحامل المعتاد في الأرياف قديما ومعه الماء اللازم للشرب في جربندية قديمة , وينادي عليهما فيسمعان على الفور ويهب سليمان يجري في سرعة لحمل الزاد عن والده ومناولته لصديقه ثم مساعدة والده المسن  بعد أن قبل يده في إحترام وكأنها عادة لديه و يساعده على السير حتى يستظل بشجرة كبيرة في الغيط ونسمع حوارا آخر وسليمان يساعد والده على الجلوس على الأرض و يقوم الفتيان بفرش الطعام وتحضيره للغداء, وينظر إليهم العجوز بنظرة حب وحمد لله على النعمة ويكمل حديثه.









نهاية فلاش باك



المشهد السابع:
نعود إلى مشهد خمسة والأم وحدها في الدار وبعد نهاية الفلاش باك تبكي الأم بصوت مسموع وتتهاوى على واحدة من الكنب الموجودة في المنزل وتصرخ




المشهد الثامن:

عبد الهادي في الشارع الضيق الترابي للقرية وهو في طريقه إلى السوق و يدق بعكازه في إنتظام على الأرض الوحلة و تفترب الكاميرا من خطواته فيبدو فيها الإهتزاز والوهن والضعف ونسمع مع هذا المشهد مكساج موسيقي مناسب للحالة النفسية للرجل و صوت أنفاسه المترقبة  وتعلو اكاميرا مبتعدة وتتسع لنرى الطريق وقد بدا طويلا جدا على عجوز مثله ليسير فيه وحده.





 المشهد التاسع:

أمام قهوة القرية و التي تضم بقالة صغيرة في نفس الوقت لتوزيع المواد الغذائية المتوافرة في مثل هذه القرى و أمام البقالة والقهوة المتلاصقتين توجد كراسي مرصوصة مع ترابيزات صغيرة  وأمام القهوة الشارع الوحل الذي كان يمشي فيه عم عبد الهادي , وعلى أحد الترابيزات يجلس صلاح الذي رأيناه في مشهد الفلاش باك مع سليمان وهو يقرأ جريدة و يشرب الشاي, يقف عم عبد الهادي وينادي عليه من بعيد

ينتبه صلاح , ويترك الجريدة التي يقرأ فيها ويبتسم ويذهب إلى الرجل العجوز في عجلة, ونجد من إشارات اليد والجسد بينهما أن هناك حوارا دائرا يدعو فيه صلاح عم عبد الهادي إلى الجلوس معه على القهوة و شرب الشاي وسط ضجيج القهوة وزبائنها الذي أصبح عاليا فجأة , و يمسك عم عبد الهادي بيد صلاح و يجره بعيدا و يسسيران جنبا إلى جنب تتابع الكاميرا سيرهما معا عن قرب فنسمع الحوار التالي









يذهبان إلى المصطبة  الموجودة في الجهة البعيدة بمواجهة القهوة في الناحية الأخرى من الشارع ويجلسان عليها في صمت.




المشهد العاشر:


نرى الإثنين جالسين في صمت,
ثم يقرر عم عبد الهادي الكلام  ويسأل صلاح في جدية وحرص





يندهش صلاح من غرابة السؤال ويكاد يضحك منه لكن حزن وجدية الرجل تمنعه من الضحك فيتمالك نفسه ويرد بجديه


يبدأ عم عبد الهادي في المراوغة في الإجابة وكأنه على وشك أن يبوح بهم ثقيل.


يبدو علي صلاح الضجرو عدم الفهم وقد بدا يشك في قدرات الرجل العقلية لكنه يظل محتفظا بقدر من الأحترام  فيرد عليه, ويحاول أن يراقب وجه عم عبد الهادي و فيجد الرجل يزداد حزنا ويهز رأسه بالأسف ثم يقرر أن يتحدث وكأنه يرمي بحملها لثقيل مرة واحدة في وجه صلاح و يقول له



ينهض صلاح ويظل عم عبد الهادي عازما على أمر ما من ملامح وجهه الحازمة ندرك أنه لا تراجع عن نيته.
ويبدأ فلاش باك





المشهد الحادي عشر:

فلاش باك

على ضفاف كورنيش الأسكندرية نجد سليمان يحمل مشنة و يرتدي الجلابية الفلاحي , ويحاول أن يسأل أحدا من المارة على عنوان مكتوب معه في قصاصة ورق, فيعرفه احدهم و يشير إليه بعبور الشارع إلى المطعم المواجه للكورنيش في أحد الأحياء المتوسطة و يعبر سليمان الشارع و يدخل إلى المطعم






المشهد الثاني عشر:


 داخل المطعم يتجه سليمان إلى اول جرسون يقابله ويسأله عن أحد الأشخاص ويبدو أنه الشخص الواقف أمام المعلمة التي تجلس وراء خزينة المطعم و ينادي عليه سليمان ونسمع صوته هذه المرة

يلتفت سالم ويقطع حديثه مع المعلمة ويرحب بأخيه وهو يتجه إليه







يعود سالم مع سليمان إلى المعلمة مرة أخرى  وهو مرتبك بعض الشيئ و يبدو عليه الخوف ويبدأ في التعارف بينهما



يتغير وجه سليمان عند سماعه الخبر المفاجأة عن زواج أخيه  ولكنه يمد يده لهاو هو يراقب زوجة أخيه التي يبدو عليها أنها تكبره بعشر سنوات على الأقل

يشعر سالم بالحرج ويسارع بإصطحاب أخيه بعيدا عن المعلمة و يجلسان على أحد الترابيزات في المطعم و لكن بمجرد جلوسهما يبدأ سليمان الحديث مرة أخرى



















يتلعثم سالم وقد سمع ما قاله أخوه من أعذار لا تبشر بخير من ورائها لكنه يتحدث فيما جاء من أجله





يشعر سالم بحرج أخوه فيقرر أن يصبح أكثر عملية ويمد يده ليأخذ المشنة ويكمل الحديث وهو يغادر الترابيزة ويحمل المشنة ليقدمها للمعلمة ويطلب منها مال بينما يتابع سليمان ما يحدث في صمت و نراقب معهم عصبية المعلمة التي يهمس سالم في أذنها وتشوح له بيديها في تصرفات خالية من الذوق والإحترام  فيدرك سليمان مكانة أخوه المهينة ورد فعلها الرافض فيقرر أن ينسحب بهدوء ويخرج من المطعم  في صمت , بينما يلتفت سالم باتجاه أخوه فلا يجد له أثرا ويطرق برأسه خذلا و إحساسا بالمهانة دون أن يملك من أمر نفسه شئ.





نهاية فلاش باك


المشهد الثالث عشر:

نعود مرة أخرى إلى عم عبد الهادي السرحان على المصطبة وهو ينتبه على صوت صلاح بعد أن أحضر قلما وورقة و صلاح يقول  و هو يجلس إلى جواره,فيعود عم عبد الهادي إلى حالته الأولى من الحزم والجدية ويبدا في تملية الفتى


تنتاب صلاح رعشة وكأنه لدغ بعقرب وينظر إلى العجوز أمامه وقد تأكد أنه أصابه الخرف لكنه يتمالك نفسه ويعود ليسأله من جديد, لك نالرجل العجوز يبدو عليه أنه يستوعب ويدرك تماما ما هو فاعله , فيرد في ثبات وكأنه قد فكر مرارا وتكرارا وجاء المكتوب هو الإجابة, فيستدرك صلاح للتأكد, ونظرات وصوت العجوز يردان ليه والكاميرا تتابع هذه النظرات بثبات, و هذا الثبات يجبر صلاح للإمساك بالقلم والكتابة من جديد  وهو يهز رأسه وقد بدا عليه أنه يحاول أن يتظاهر بالموافقة على رغبة العجوز ولكن دون إقتناع.

ولكن العجوز يتذكر أحزانه عندما يبدأفعليا في تملية الخطاب و تغلبه دموعه وإحساسه كأب على كلماته برغم أنه كان واعيا لكل حرف قاله إلا إنه بدا وكأنه يحادث نفسه في فضفضة مسموعة والكاميرا تقترب منه و كأنها تحاول أن تقرأ ما في نفسه من مشاعر يبوح بها العجوز وسط تكوينات القرية المصرية النقية والبسيطة.













و تتصاعد إنفعالات العجوز و هو يروي حكايته التي شغلنا بها منذ البدايةو تتصاعد حدة الكلمات التي ينطق بها وهو يشرح مشاعره كأب
لا حول له ولا قوة , ويبدو على صلاح أنه قد بدا يسمع الكلام الذي يكتبه ويحس به وهو يسترجع مشاعره ومعرفته بسليمان فيتشارك مع عم عبد الهادي في الدموع وتهتز يده في كتابة المكتوب








يتوقف صلاح عن الكتابة و يمسح بمنديله العرق المتصبب على جبينه , ثم يلتقط أنفاسه و هو ينظر إلى العجوز الذي بدا عليه أنه يلتقط أنفاسه هو الآخر, ثم يكمل في هدوء







المشهدالرابع عشر:

مشهد تخيلي عن الحرب و التدريبات العسكرية التي سبقت الحرب وسليمان موجود ضمن الجنود يستعد للحرب, وهم يؤدون تمرينات الزحف على الركب والتسلق و تحميل السلاح وتنظيفه وتمرينات اللياقة وغيرها من التمرينات و طابور العرض و غيره من مشاهد العسكرية وعلى هذه المشاهد نسمع عم عبد الهادي يكمل مكتوبه الذي يمليه على صلاح, ثم يتضخم صوت الرجل و يصبح متضاعفا كصدى صوت مع العبارات الأخيرة وهو يتساءل عن معنى كلمة مفقود.













المشهد الخامس عشر:

صلاح يهدئ من إنفعالات عم عبد الهادي الذي إنتابته نوبه هستيرية من البكاء وهو يتذكر إبنه سليمان , وهما لا يزالان على المصطبة التي يجلسان عليها لكتابة المكتوب , ثم يعرض صلاح على عم عبد الهادي أن يحضر له قلة ليشرب الميه و يهدئ من روعه و بالفعل يحضر صلاح قلة و يمد يده لعم عبد الهادي بالقلة فينظر عم عبد الهادي إلى اليد الممدودة أمامه و يتذكر حنية إبنه سليمان 




ونعود مرة أخرى إلى فلاش باك



المشهد السادس عشر:

في مدينة الأسكندرية و امام أحد المحلات التجارية في المنشية للساعات , يقف سليمان امام الفاترينة و يتردد في الدخول إلى المحل و يظهر من داخل المحل الخواجة صاحب المحل وهو يراقب سليمان وتردده الواضح وقد أثار ذلك إهتمامه , وسليمان ينظر إلى ساعته الثمينة التي أهداها له والده  و التاجر ينظر إليه و يبدو أنه فهم أنه يريد البيع , فيقرر الخروج إليه و يبدأ في محادثته



يتردد سليمان قبل الرد على التاجر لكنه يقرر الرد فياتي رده متلعثما و هو يتجنب النظر إلى الرجل , بينما خبرة الرجل التاجر مع مواقف مشابهة جعلت سليمان يبدو و كأنه صيد ثمين جاء برجليه ,,,
 ويكمل الخواجه وهو يجر صيده إلى داخل المحل وبينما هو يفعل ذلك , يكمل سليمان حديثه فيتوقف الخواجه عن جر الزبون و يقف لينظر إليه و يبدأ في إحترامه و يدعوه إلى الدخول بيده وقد تغير شئ ما في قلب الخواجه نحو سليمان , ويدخلان.






المشهد السابع عشر:


سليمان يدخل منزله في القرية فيجد والده ووالدته في إستقباله بحرارة ونجده يحنو عليهما يقبل يديهما وجبين والدته ووالده , و يذهب إلى حيث المطبخ أسفل السلم ويحضر صحون العشاء و يضعها على الطبلية وسط دهشة الأم والأب, ويأخذهما من يديهما و يجلسهما إلى الطبلية ويقطع لقمتين ليطعمهما معا في نفس الوقت قبل أن يتناول هو لقمة واحدة, ووسط هذه الفرحة الغامرة ينظر الأب إلى يد إبنه و هو يمد لقمة العشاء إليه فيكتشف غياب الساعة من يده فيتناول لقمة الطعام لكنه يلحقها ببكاء ودموع فقد عرف ما فعله إبنه , و يعود الصمت إلى المنزل و يخرج سليمان الفلوس ويضعها على الطبلية و يخرج من المنزل مع كلمة إعتذار.








نهاية فلاش باك

المشهد الثامن عشر:

عم عبد الهادي على المصطبة والكاميرا على وجهه ويد صلاح ممدودة بالقلة , فيأخذ عم عبد الهادي القلة من يد صلاح ويشرب و كأنه كان عطشان منذ دهور مضت و المياه  تتساقط على وجهه, و يجلس صلاح ويمسك مرة أخرى بالورق والقلم ويستعد للكتابة من جديد
و قد بدأ يدرك دوره الذي يقوم به من أجل التخفيف عن أعباء هذا الرجل والحمل الذي على كاهله, فيتنهد عم عبد الهادي ويبدأ في الحديث من جديد ويسأل صلاح

يرد صلاح لكن عم عبد الهادي لا يسمع شيئا ولا نسمع أي شئ أيضا ثم ينتبه عم عبد الهادي على شئ يقوله لصلاح









يسرح صلاح إلى الطرف البعيد و كأنه تذكر شيئا ما ويسود الصمت بينهما وفجأة يعلو صوت الآذان فيقوم الإثنان بدون كلمة واحدة إلى المسجد في القرية ويسند صلاح عم عبد الهادي لينهض ويمسك عكازه ويمضي إلى الصلاة و يخرجان من الكادر





المشهد التاسع عشر :

خارج بوابة الجامع الصغير ذو الحاجز الخشبي المبني , يخرج صلاح أولا ثم يسند العجوز ويناوله عكازه ويخرجان نعليهما ويبدآن في إرتدائهما , وينزلان و بعد هذا الصمت يقرر صلاح التحدث ويلقي بالمفاجأة


يتوقف عم عبد الهادي عن السيرأمام الجامع و يهدئ من صلاح ويرد عليه دون أدنى فكرة عن الصدمة التي تنتظره
لكن صلاح يتحدث وهو يتصببعرقا وخجلا , وينظر إلى وجه الرجل فيجده يتألم والدموع تلمع  في عينيه , فيشعر صلاح بمرارة فظيعة ويفهم مدى ما تسبب له من حزن وجزع بسبب ما فعل فيعتذر
بينما يؤثر عم عبد الهادي الهدوء وقد توصل مع نفسه إلى حل وسط يرضيه وهو حقيقة أن هناك خطاب من المفقود

يتشجع صلاح  بالسؤال الذي يطرحه عم عبد الهادي ويبدو عليه حماس أنه أشعل نور الأمل من جديد و لكن عم عبد الهادي يصر على إصطحاب صلاح وإحضار الخطاب و يمضيان من أمام الجامع







المشهد العشرون:

في منزل عم عبد الهادي يجلس صلاح أسفل الصورة الخاصة بسليمان و الأم والأب يجلسان على الكنبة المقابله لها و صلاح يمسك بالخطاب ويقرأ بصوت عالي, بينما يبدو الأبوان مبتعدان قليلا و مع تقدم القراءة يقتربان من بعضهما ويمسكان بيديهما معا



















ينتهي صلاح من قراءة المكتوب و يقف إستعدادا للخروج فقد شعر أن هذه اللحظة ملك لعم عبد الهادي وزوجته وسليمان فقط , ويهم أن يمشي إلى الباب لكنه يتذكر المكتوب في يده فيعود بعد أن فكر في أنه صار ملكا لهما يجب أن يحتفظا به , فيسلمه لعم عبد الهادي بيد مرتعشة و يمد العجوز يده و هي أكثر إرتعاشا من يد صلاح و كأن  بها زلزال يقتلعها من الجذور و ترتفع أنفاس عن عبد الهادي والكاميرا تلاحق المكتوب و هو يتداول بين الأيادي , وتلقفه أم سليمان من يد زوجها  و تصرخ لتفجر الموقف بأكمله






و يتسابقان على إمتلاك المكتوب ويتشاركان في تقبيله و البكاء عليه و يرى صلاح كل هذه المشاعر ويبكي معهم لكنه يتمالك نفسه و يقرر الرحيل, وفجأة ينتبه عم عبد الهادي بعد أن يفتح صلاح الباب و ينادي عليه  بقوة فيتوقف صلاح ويذعن لرغبة الأب و يكمل الأب فيسأله عن خطاب موسى ديان , فيخرجه صلاح في هدوء من جيبه ويناوله للأب الذي يمسك به في هدوء هو الآخر و الكاميرا تراقب عن قرب أيضا تداول الخطاب الثاني بين الأيدي , فيمسكه عم عبد الهادي بقبضة قوية و الكاميرا كلوز على المكتوب و يمزقه عم عبد الهادي بقوة و نسمعه يقول



تتسع الكاميرا لتراقب عينا عم عبد الهادي وصلاح و هما يتبادلان نظرات ذات معنى وإن كانت الدموع متحجرة فيها و تعكس خليط الحزن و الفخر والحب لسليمان ثم يتظران معا إلى صورة سليمان فوق الكنبة وبحيلة مونتتاج مناسبة نرى قصاصات الورق الخاصة بالمكتوب تتطاير على الصورة لتبعد عنها و تبتسم الصورة و لأول مرة ندقق في ملامحها و ينتهي المشهد

أرض زراعية خالية











قطع












الغفير:

عم عبد الهادي:


الغفير:

يكمل:


















قطع


داخل دار عم عبد الهادي






























السيدة:












السيدة:

قطع




أمام منزل عم عبد الهادي
















عواد:
يصرخ





عم عبد الهادي:


عواد:
في صفاقة




عواد يكمل بعد أن أحرج الرجل و يتلعثم :




العمدة:




عم عبد الهادي:



السيدة من داخل المنزل :

عم عبد الهادي :



وهو يميل على العمدة:


العمدة:











يصمت ثم يكمل:




عبد الهادي في صراخ:




يصمت ثم يكمل في ثبات و قوة:




السيدة :

عم عبد الهادي :


قطع


 وراء باب المنزل





دمج



في الغيط الخالي









صلاح:




صلاح:



سليمان:


صلاح :



سليمان:




صلاح :





عم عبد الهادي :



سليمان:



صلاح :


عم عبد الهادي:




قطع









في دار عبد الهادي







في الشارع الترابي الضيق والوحل











قطع



أمام القهوة البلدي في الشارع الوحل









عم عبد الهادي:










صلاح :


عم عبد الهادي:

صلاح:


عم عبد الهادي:






قطع



أمام أحد المنزل المهجورة وعلىمصطبتها الخارجية



عم عبد الهادي:




صلاح:



عم عبد الهادي:


صلاح:




عم عبد الهادي:




صلاح:



دمج







على كورنيش الأسكندرية في أحد الحياء المتوسطة







قطع




داخل أحد المطاعم على الكورنيش






سليمان:


سالم:

المعلمة بصوت عالي وعنيف تقاطع الترحيب:



سالم :








سليمان:


سالم :



سليمان:



سالم يقاطعه في ضيق :








سليمان يجد صعوبة في الكلام لكنه يكمل :









سالم يزيل عن أخوه الحرج, ويقاطعه ويأخذ المشنة:














قطع






على المصطبة




صلاح:


عم عبد الهادي:



صلاح :

عم عبد الهادي:

صلاح :


عم عبد الهادي بثبات :




صلاح :


عم عبد الهادي وسط الدموع :

















يهتز عم عبد الهادي ويبكي بحرقة ويكمل بانهيار:














يصمت عبد الهادي قليلا ليتمالك أنفاسه ثم يكمل بصوت أكثر هدوءا:

دمج




معسكر التدريبات العسكرية




عم عبد الهادي و قد عاد يحتد ويصرخ:














قطع




على المصطبة


عم عبد الهادي:

صلاح :








قطع





الأسكندرية أمام محل الساعات









الخواجه:



سليمان:

و يطرق برأسه نادما


الخواجه:



سليمان:




قطع



داخل منزل عم عبد الهادي


سليمان بإبتسامة وصخب:

الأم والأب:

سليمان :


الأم والأب يضحكان:

سليمان:






سليمان:




قطع


أمام المصطبة








صلاح:




عم عبد الهادي:

صلاح :

عم عبد الهادي:















قطع




أمام بوابة الجامع القروي





صلاح :


عم عبد الهادي :


صلاح :






عم عبد الهادي :


صلاح :



عم عبد الهادي :



قطع


دار عم عبد الهادي

صلاح :




صوت سليمان:
























صلاح :

الأم تصرخ في بكاء:




























عم عبد الهادي:














قطع
ليل/ خارجي
إضاءة خافتة مجهولة المصدر مع إضاءة للمنازل الريفية تبدو من بعيد




أصوات مكساج ومؤثرات للرياح والمطر و حشرات الغيط الليلية و صوت أقدام تمشي في الطمي مع عكاز






















: ها مين هناك!!؟


: إححم


: إيه اللي مأخرك كده ياعم عبد الهادي؟
صمت من عم عبد الهادي

: إلحق إدخل من الشتا .. أني عارف ليه مصممين يخلوا العسس يشتغلوا في الشتا مهو محدش هيستجري يعمل حاجة ولا فيه حد في الشارع زي ما إنت شايف أهه ولاحتى صريخ إبن يومين..... نهايته   .... تصبح على خير ياعم عبد الهادي .. خش يا راجل خش البيت دلوقتي أحسن مالشتا ديه ... أنا ارف هي الدنيا بقت برد قوي كده ليه؟

صوت سعال عم عبد الهادي




صوت المطر يعلو جدا

بكاء صامت للعجوز!

صوت فتح باب ثم غلقه





داخلي / ليل إضاءة خافته تضاهي إضاءة اللمبة الجاز
































أول ما سمعت حسك بره البيت قلت أما أقوم أسخنلك العيش و الوكل و نصيحتي ليك إنك ماتستناش عليه أكتر من كده لحسن يبرد و أنا مقادرش أسخنه تاني , أصل السن كبر بيا و   بيك إنت كمان.









رحمتك يا رب!








في الصياح الباكر / خارجي





















مد يا وللا هنتأخر على بتوع الزراعية و خلاص موسم بذر القطن مافضلش عليه غير إسبوعين , خلينا يا وللا نلحج نروح ناخد مهم التجاوي الجديدة مد ألأمااال إيه الكسل ده!؟


الله جرى إيه يا عواد , مالك متعصب ليه على الصبحية الواد لسه عوده أخضر أصبر عليه شويه مش كدة أماال


ما هو مش كل الناس تجدر تصبر صبرك على سليمان إبنك يا عم عبد الهادي !





نهايته  الواد الخيبة ديه نسانا الأصول و نساني أصبح على نوارة البلد , يسعد صباحك ياعم عبد الهادي و متزعلش ده إنت نوارتنا!

بالإذن بجى يا عم عبد الهادي ...

يتنحنح , ثم كمل
صباح الخير يا عم عبد الهادي يا بركتنا , الواد عواد ده مش هيجيبها لبر , سظهر إنه غاوي ميخليلوش صاحب في البلد كلاتها.


صباح الخير يا حضرة العمدة , يا مرحب , إتفضل أجعد , الشاي يا أم سليمان ...



حاضر يا حج!



خير يا حضرة العمدة ما أظنش إنك جاى عشان عواد و كلامه الماسخ اللي كل البالد عرفاه ,



 فيه أخبار يا عمدة؟



الحقيقة أنا جاى لأن مفيش أخبار لسه با عم عبد الهادي , أولة إمبارح رجعت دفعة من نفرين من اللي كانوا في الحرب و يا سليمان , و سألتهم بنفسي إذا كانوا سمعوا خبر كده و اللا كده , أو حتى جابلوه في الحرب و محدش فيهم كان عارف حاجة أزيد من اللي سمعناه و عرفناه جبل كده , و أنا بنفسي منبه مفيش جواب اللا مرسال و اللا مكتوب أو حد يجي من بتوع الحرب إلا و لازمن يعدي عليا الأول و مع كده مفيش لا حس و لاخبر و كأن الأرض إنشجت وبلعته


أنا بجول يعوض عليك ربنا وتعتبر إبنك شهيد و تحتسبه عند الله




لأ  لأ  لأ  يا عمدة
إبني سليمان ما متش إبني سليمان عبد الهادي محمد الصياد ما متش إبني حي يرزق و هيجي هيجي عشان يزرع معايا ده لسه فاضل على بذر القطن إسبوعين  و ربك بيغير الأحوال بين طرفة عين ....


إبني لسه حي , و إيه يعني معرفض عنه حاجة لسه؟  لكن مسيري هاعرف مدام الحكومة ماققلتش إنه مات يبقى لسه حي لسه حي !



على فين العزم يا أبو سليمان؟

 لما أرجع هأجولك يا أم سليمان ؟!






داخلي / نهار باكر












خارجي/ نهار في قرب الظهيرة











ينادي من بعيد
يا سليمان ... يا سليمان




سليمان .. سليمان إيه أهل الكهف , إنت شغال في الغيط  و اللا سرحان في دنيا تانية؟


أهلا يا صالح .. إنت لسه راجع من المدرسة و اللا لسه هتروحليها؟

لا يا سيدي أنا لسه راجع و روحت بيتنا كمان و بعدين فت عليكوا في البيت و أبوك عم عبد الهادي جاللي إنك هنا في الغيط , قلت أديك فرصة تستفيد من علامي  و آجي أساعدك؟!
يا شيخ روح ... بالك علامك ده , مايسواش حاجة جنب اللي شغال في الأرض بعرقه و بيده زيي أني, أصل الأرض ديه بير مالهوش قرار و عمرك ما تعرف سرها , إذا كانت بتديك و اللا بتاخدك ؟
تراهني إني أحسن منك في الشغل , أهه  هاشمر أكمامي و أنزل معاك.





يا سليمان .. يا صلاح أنا جيبت لكوا الغدا.




و ليه التعب ده يا بوي مإحنا كنا هنخلص و آجي أساعد امي في الغدا و الواد ده كمان كان هيجي معايا.


شايف الثقة و الإستغلال يا عم عبد الهادي؟

يضحك
الحمد لله يا بني طول عمركم زي الأخوات , الحمد لله على عطيته ليا بابني سليمان وبيك و يارب يديمها نعمة و يديم المعروف بيناتكم وما يقطعهوش أبدا.













داخلي / نهار باكر




الصبر من عندك يارب!





خارجي / نهار باكر




مكساج موسيقى تصويرية ومؤثر صوتي أنفاس الرجل العجوز المرهقة, وصوت دقات العكاز على الأرض.













خارجي / نهار













صلاح... يا صلاح













أهلا يا عم عبد الهادي .. خير إيه الموضوع المهم؟ .. ءأمرني ..فيه أخبار عن سليمان ؟

يضمت ويتردد في الكلام


إتكلم ياعم عبد الهادي ما انا برضه زي سليمان!

ماهو الموضوع اللي أنا عاوزك فيه بخصوص سليمان برضه يا بني! خلينا نقعد على المصطبه اللي هناك ديه أبلا.












خارجي /نهار








قولي يا صلاح يا بني ... هو موسى ديان عنده إولاد؟!





أيوة يا عم عبد الهادي موسى ديان عنده أولاد , إنما إنت بتسأل ليه؟ فيه حاجة؟


أبدا , أنما كل أولاده عايشين ؟ محدش منهم مات ؟


متهيألي كده ..





شوف يا صلاح يا بني أنا عوزاك تكتبلي مكتوب و انا هاملهولك بنفسي




وانا تحت أمرك .. بس أروح القهوة أجيب ورقة وقلم عشان أتملى..













خارجي / نهار منتصف النهار


مكساج صوت سيارات الشارع الصاخبة














داخلي / نهار نفس الوقت










يا سالم .. سالم , إزيك يا خوي!


آهلان يا سليمان حمدلله على السلامه إيه المفاجأة ديه.




مين ده يا سالم ؟ مش تعرفنا الأول!




ده سليمان ..... أخويا يا معلمة,

سليمان سلم على المعلمة سميحة صاحبة المطعم و ....... والمدام بتاعتي يا سليمان!!





أهلا يا معلمة .... مبروك! مش كنتوا تقولوا لنا عشان نحضر الفرح ونعمل الواجب!!

أصل الفرح جه فجأة , تعالى إرتاح ونقعد مع بعض شوية



بقى هو ده اللي نساك أهلك وناسك وأمك و أبوك العيانين و نساك فاطمة الي إسمها مكتوب على إسمك وكل الناس في البلد عارفين كده.


مش وقت كلام في الحاجات ديه دلوقتي ديه حاجات عدت وفاتت , إنت إزيك وإزاي أبوك وأمك ؟ إيه خير ... فيه حاجة جاي عايز حاجة ..؟ معلهش أعذرني أصل مش هاقدر أبيتك عندي في البيت إنما أقدر أشوفلك أوضة كويسة في لوكاندة تقدر تدفع فلوسها و على قد حالك هو إنت جاي تقعد كام يوم؟





ملوش لزوم أنا جاي عشان أطمن عليك وهامشي على طول, ما غنت عارف إني مقدرش أهمل أمك وأبوك وحديهم , الزيارة ديه علشانك من الخضار والفاكهة اللي زرعناهم الموسم اللي فات .. إنت عارف إننا داحلين على موسم القطن وده محتاج مصاريف وكنت بأسأل يعني إذا كان ممكن يعني ..






بس كده ولا يكون عندك فكر خالص غالي و الطلب رخيص..























خارجي / نهار





أنا جبت القلم والورق ياعم عبد الهادي ها عايزني أكتب إيه؟



أكتب يا صلاح يا بني من أول السطر إلى القائد موسى ديان!


إنت هتكتب المكتوب ده لموسى ديان ؟



أيوة وإيه الغريب في كده؟

بس إنت عارف إن بينا حرب وممكن المكتوب ده ميوصلش؟!



أيوة عارف إن بينا حرب لكن المكتوب ده هيوصل و انا عارف ومتاكد إنه هيوصل هتكتب و اللا أشوف حد غيرك ؟


لأ هاكتب ياعم عبد الهادي,إتفضل مليني أكتب إيه؟



أنا عارف يا سيد موسى إنك أب زيي تمام وعشان كده قلت أكتب لك لآن الأب بيحس بالأب اللي زيه , صحيح إنك يهودي و أنا مسلم , وإنت إسرائيلي وأنا مصري , لكن في النهاية إحنا الإتنين من نسل آدم , وحكايتي يا سيد موسى إني فلاح من قرية "بني حسين في محافظة الشرقية , وعندي فدان واحد ورثت نصه من والدي الله يرحمه وبعرقي إشتريت النص التاني و بقالي أكتر من ستين سنة باشتغل في الأرض ديه , ليا بنت واحدة متجوزة من سنين طويلة و لي ولد واحد إسمه سليمان و سليمان ده محدش في الدنيا كلها يقدر يعرف غلاوته عندي قد إيه, ده الإبن الوحيد اللي عاش لي من بين ست صبيان مراتي خلفتهملي, آخرهم مات وهو بيغرق قدام عيني أي والله قدام عيني ....... "






المهم اللي عايز أقولهولك إن سليمان إبني ده غالي عندي و لما وصل لسن التجنيد راح الجهادية غلبت أقولهم ده إبني الحيلة , صحيح أنا ليا إبن تاني من زوجة تانية إسمه سالم لكن ده عمره ما فكر يسأل على أبوه ولو مرة ده إبن عاق ماهو خلاص إتجوز المعلمة وباع نفسه لها , حاولت أفهم الحكومة الكلام ده لكن كانوا مصممين ياخدوا سليمان اللي باعتبره عيني و عكازي في الدنيا ديه , المهم أنا لما شفته في لبس الميري فرحت وقلبي إنشرح وقلت الخيرة فيما إختاره الله , أصله كان طول بعرض بصحيح ومفيش سنة والتانية والحرب قامت ومن ساعتها لا حس ولا خبر....



يا سيد موسى , كل اللي راح الحرب وصلتنا أخبار عنه إلا سليمان ,  وانا بطلب منك إنك تدور لي عليه حداكوا ... تدور لي عليه بنفسك و ده طلبي اللي بكتب عشانه المكتوب ده.








خارجي / نهار






هو إيه يا ناس .. إبني إبرة  فكومة  قش ؟ إبني رملة في صحرا؟
إزاي يضيع ؟
هو عيل تايه في المولد ؟ ده جندي مصري , يعني من أحسن جنود الأرض زي ما قال رسولنا , دهو  واحد بيدافع عن شرفه وأرضه وعرضه, ده أبني يا ناس شقيت وتعبت لحد ما كبر واشتد عوده و بنفسي لبسته هدوم الميري و دلوقتي عايزيني أسكت وما ادورش عليه ؟ و أفهم يعني إيه إنه مفقود ؟
إزاي ؟ يعني ضاع ؟ يعني إيه الكرامة تضيع ونسكت ؟ مش هو اللي راح يحارب عشان كرامتنا ؟ يعني إيه الحق يضيع وأسكت ؟ مش هو اللي راح يحارب عشان حقنا؟ ده إبني ! يعني سنين عمري كله ....سنين عمري كله
..... لو كان فالعمر بقية؟؟؟؟









خارجي / نهار



يبكي بحرقة و هستيرية


هون عليك  يا عم عبد الهادي, ربنا كبير ومابيسبش حد , ده هو الكريم, شد حيلك أمال , أنا هاروح أجيب لك ميه تشرب ونكمل المكتوب.














خارجي / عصرا أو وقت الغروب













فيه حاجة يا خبيبي , عايز أيتها خدمة ؟ إيه بتبص على ساعتك ليه؟مش عاجباك؟ عايز ترهنها؟ واللا تغيرها؟


عايز ... عايز ... أبيعها ,...





 طيب إتفضل يا خبيبي , خايف من إيه ده كله على ميه بيضا على عينك يا تاجر إتفضل جوه المخل.


بس أنا مش هاوصيك يا خواجه , أصل الساعة ديه غاليه عليا قوي, ديه هدية الدبلومة من أبويا.








داخلي / ليل إضاءة لمبة الجاز في البيوت القديمة في القرى


السلام عليكم يا بركتي وسر سعادتي أنا رجعت لكم تاني من عند سالم



سليمان حمدلله على السلامه يابني إتأخرت ليه؟

و ده وقت الكلام ده فين العشا , أهه , تعالوا الأول نقعد سوا و أنا أحكيلكم على بنات بحري وسحر البحر



و آدي لقمة العيش والملح حلاوة موسم زرع القطن الجديد....






يا ريتني كنت مت قبل ما أخلي دموعك تنزل يا با , أنا آسف , كان غصب عني, الأرض أغلى يا بوي.







خارجي / نهار نفس الوقت









كمل يا عم عبد الهادي, كمل!






إحنا وقفنا لحد فين يا صلا ح يا بني؟


كنا واقفين عند.......


تعرف يا صلاح يا بني كل شيئ بيتولد صغير وبيكبر مع الأيام إلا الحزن بيتولد كبير و جوايا انا بيفضل كبير زي أول ما إتولد.... بالك سليمان ده اللي محدش لاقيه زملاته اللي كانوا في كتيبة قريبة منه ورجعوا قالوا لي إنهم سمعوا عنه إنه دمر لوحده دشمة للعدو و أنا بسأل إزاي محدش سمع عنه حاجة بعد كده؟



مكساج صوت الآذان












خارجي / نهار منتصف النهار







عم عبد الهادي فيه حاجة عاوز أقولهالك ؟ بس خايف لتزعل مني؟


أنا عمري ما أزعل منك يا صلاح يابني قول وماتخافش ده  إنت صاحب الغالي..


أصل أنا و صلني مكتوب من سليمان و هو في الجيش بس أنا مقدرتش أوصلهولكم عشان ظروف إمتحاناتي وبعدها قلت زمانه رجعع وقابلكم فنسيت,حقك عليا عم عبد الهادي متزعلش مني



و فين المكتوب ده؟ دلوقتي؟



في بيتنا هاروح أجيبه واحصلك على الدوار




لأ .. أنا هاجي معاك نجيبه وبعدين نطلع عالدوار نقراه عشان أمه تطمن معانا.




داخلي/ عصرا



اليوم خمسة أكتوبر أول مرة يكون عندي فرصة أكتب فيها مكتوب ,



  إلا هو ليه سموه مكتوب ليه يا صلاح ؟!! يمكن لأننا بنكتب فيه اللي حصلنا واللي حاسين إنه ممكن  يحصلنا.
 و أنا على الجبهة حاجات كتير إتغيرت جوايا , أبويا  كان دايما بيقول لي إن الأرض زي البير ملهوش قرار و كل يوم بيعدي عليا بحس إن كلامه كله صح, اليوم إحنا واقفين على جبهة الحرب لكن مين يعرف إمتى هنعدي للبر التاني إمتى هنرجع الأرض؟؟
بكرة و لا بعده ولا يمكن اللحظة الجاية ؟ الغيب ميعرفوش غير الله و مش محتاجين نعرفه أو نقراه كل اللي محتاجينه هو إننا نعرف إحنا بنعمل في يومنا إيه وعشان إيه؟ وأنا دلوقتي عرفت إني وأنا بعيد عن حضن أمي و عن حنية أبويا, أني برضه وسطهم بحافظ على فدان, ورث أبويا نصه وتعب لحد ما إشترى النص التاني, وجيه اليوم اللي لازم أتعب فيه عشان كل مصري وكل شبر من أرضنا ترجع ملكنا , أنا راجع يا صلاح لأرضي راجع لأهلي  أنا راجع خليهم يستنوني.

قول لأبويا يزرع قطنه في معاده عايز أشوف أرضنا بيضا زي العروسة فتوبها و مستنياني.


إمضاء سليمان



يا حبيبي يا بني!


































صلاح ! إستنى


فين المكتوب اللي كنت باملهولك الصبحية




سليمان ما رحل يا صلاح.
 سليمان موجود طول ما أرضنا موجودة مش هو ده المكتوب؟!!!

 الختام
تمت بحمد الله


روناء المصري

المشاركات الشائعة