واحد .. واحد .. واحد .. الحلقة الثانية

تنبيه هام  : أحداث هذه القصة و شخصياتها و تفسيراتها كلها من محض الخيال البحت للكاتبة ، و أى تشابه أو إمتزاج قد يبدو بين الخيال و الواقع  من باب الحبكة الدرامية للاحداث و جذب القارىء للمتابعة فقط لا غير ولا يمت بأى حال من الأحوال للواقع بصلة، لذا وجب التنويه ، و شكرا..
 المؤلف / روناء المصرى 
الحلقة الثانية 

فجر الأحد .. 30 يونيو 2013م
 القاهرة الجديدة 
صوت القرآن يتلى فى خشوع شديد بواسطة الإمام الذى يركع فيتبعه جمع من المصلين لا يتجاوز عددهم الثلاثة ، يضم الجمع شابا فى مقتبل العمر ، و مراهق و سيدة فى منتصف العمر يأتمهم الإمام فى هذا المنزل الذى لا يبدو من أثاثه فى تلك الحجرة سوى سجاجيد الصلاة و قد فرشت بعناية امام بناية صغيرة فى الحائط فيما يشبه قبلة المساجد ، و يبدو ان تصميم هذه  الغرفة تحديدا كان فقط لغرض الصلاة و العبادة ، فغير بعيد من جمع المصلين كان هناك مقرأة تحمل كتاب الله المجيد فى نسخة كبيرة الحجم ،  و على الحائظ المواجه مجموعة من الإسدالات ، و ملابس الصلاة تبدو على أتم الإستعداد لإنضمام مصلين جدد إلى جمع الذكر فى صلاة الفجر .. و أختتمت الصلاة و بدأ الجمع فى تلاوة القرأن ، ثم ما لبث أن إنفض الجمع تدريجيا ، تناول الإمام مسبحة كبيرة ، و دنا بجواره الشاب ليدور بينهما هذا الحديث الجانبى /
- الشاب /  تقبل الله يا سيادة العميد 
 العميد/ تقبل الله يا عادل منا و منكم أجمعين 
 الشاب / لسه برضه ناوى تروح عند الريس النهاردة ؟
 العميد / طبعا يا بنى ديه مهمتى ولازم أؤديها ، و إنت .. هتنزل إمتى مع صحابك ؟
 الشاب / على الساعة 2 الظهر كده ، هنتجمع و ننزل التحرير .. بس أحب أقولك يا سيادة العميد "سعيد" ، مصر كلها هتنزل النهاردة ، ومحدش هيقدر يمنعهم من تحقيق مطالبهم أبدا ، حتى لو كنلت حضرتك يا والدى .
 العميد/ و مين قالك إنى عاوز أمنعك من حاجة .. المقدر .. مكتوب يا بنى و إحنا بنحاول بس نخليه فى صالح مصر مش ضدها .
و قام العميد " سعيد" و هو يربت على كتف إبنه "عادل " دون أن يفهم الأخير سببا واحدا لمعنى كلامه أو المغزى منه . لكنه كان يثق فى والده ثقة كبيرة و يدرك تماما أنه يفكر مرارا و تكرارا قبل أن يخطو خطوة واحدة أو يقوم بعمل ما ، كما أنه مثابر على أداء الواجب شأنه شأن جنود مصر جميعهم.

*****
 فى قصر الرئاسة - الساعة 12 ظهرا 
الأحد 30 يونيو 
 الرئيس / أهلا يا سيادة العميد .. الوضع إيه دلوقتى ؟؟
 العميد/  زى ما بلغنا سيادتك يا فندم ! المظاهرات أعدادها كبيرة جدا ، و المطالب معروفة يا فندم زى ما سيادتك عارف !
 الرئيس / و الجيش و الداخلية هيتدخلوا برضه ؟!
العميد/ لو زاد الأمر عن الحد المسموح يا فندم أكيد أمور كتيرة لازم تتحسم وكله لصالح مصر سيادتك !
الرئيس/ صورتى أنا  اللى هتتغير قدام الناس يا سيادة العميد. 
العميد/ كلنا يا فندم صورتنا مش هتكون واضحة لا السنة ديه و لا اللى بعدها و لا بعد عشر سنين حتى .. لكن الزمن كفيل بتوضيح كل حاجة بعد كده.
الرئيس / خلينى مطلع على أخر الأحداث ، تقدر تتفضل دلوقتى!
 العميد يؤدى التحية  و ينصرف.

********
 الساعة 12 ظهرا بتوقيت  جرينتش 
 المكان - الفضاء الخارجى  
أصوات إشارات الإرسال تأتى من داخل الأرض من مجموعة من البلدان ، أمريكا ، كندا ،أوروبا ، الصين ، روسيا ، الهند .. إلخ

 الأوامر محددة .. مهمة محددة ... الأقمار الصناعية تعمل على ضبط المحاور لتلتقط كل التفاصيل داخل ميدان التحرير  و الإتحادية و ميادين مصر كلها ، سيتم حساب عدد الجماهير المشاركة بحساب مساحة الأرض قبل و بعد  التظاهرات ، و سيتم النقل المباشر أولا بأول إلى مراكز إستقبال المعلومات الأرضية .. أنظار العالم كلها تتجه إلى مصر  .
 و فى مصر ..كان هناك نشاط من نوع آخر تماما .
********
 المكان - المقر السرى لحماية الرئيس المصرى
 يتم تجهيزالمقر السرى على قدم وساق ،  حركة مستمرة من الإمدادت بالغذاء و الملابس و التأمين ، و وسائل الإتصال المأمونة ، و ما هى إلا دقائق بعد إلقائه الخطاب الأخير فى الثالث من يوليو 2013م حتى كان الرئيس قد وصل إلى مقره السرى بأمان .
 كانت الصحافة والإعلام قد إنهالتا على تحليل الخطاب و إحصاء عدد كلمات "الشرعية" التى نادى بها فى هذا الخطاب وبدت العناوين تبرز كيف إحتوى الخطاب على دعوات صريحة للعنف  و التحريض عليه ، و كان خطاب وزير الدفاع يحمل فى طياته فرحة عامرة إلى كل الشعب المصرى فقد تحقق مطلبهم بنجاح.
*****
3 يوليو - مساء ا 
 المكان - البنتاجون 
هناك إجتماع طارئ  بين أعضاء البنتاجون و المخابرات الأمريكية المكلفين بالملف المصرى- و سؤال واحد يدور بين الأعضاء جميعاً
- ترى ما هى  الخطوة التالية لأمريكا ؟
لم تكن ثورة يونيو من مراحل التكتيك التى رسمها الأعضاء فى خطتهم لتفكيك مصر و رسم خريطة جديدة لسكانها و شعبها مبنية على التناحر بين الأعراق و الأصول و الإيدلوجيات ، و بدت خطوة الجيش جريئة تماما و مهددة لكل ما تم بناؤه منذ أعوام طويلة ، و كالعادة كان لزاما على البيت الأبيض أن يدلى بتصريحاته حول تلك المرحلة و تلك الأحداث و كان السؤال هو : ما هو التصريح الأنسب الذى يمكننا الإدلاء به فى تلك الفترة؟ و كيف على أمريكا التعامل مع هذا الملف من الحين وصاعدا؟ بل كيف يمكن أن تستعيد حساباتها من جديد كى تلجأ لخطط بديلة تمكنها من تحقيق مرادها من مصر؟
 و كانت جميع هذه الأسئلة تدور فى أذهان الحاضرين وفق معطيات الواقع الحالى بحسب ما إلتقطته أجهزة التنصت ، و الأقمار الإصطناعية.
 ودار بينهم الحوار التالى، بمشاركة من الجميع :
- حسنا يمكن لأمريكا إعتبار ما حدث على أنه إنقلاب عسكرى ، و بالتالى سيحق لها التدخل عسكريا فى المنطقة كما حدث فى ليبيا.
- هذا الأمر غير وارد فى مصر ، و بالتالى لا يمكننا فعل ذلك أو إحتساب أن ما حدث كان إنقلابا ، فهناك توثيق للجماهير التى خرجت تعبر عن نفسها بأعداد ضخمة و لن يسامحنا العالم إذا ما تم التركيز على صورة الجماهير فى الأمر.
- حسنا إذن ماذا عن فرض عقوبات على مصر ، الجيش على وجه الخصوص .
- ربما تكون هذه نقطة إيجابية ، يمكن البدء منها ، لأن وجود الجيش فى الصورة يمكن حقا أن يتم إستغلاله و البناء عليه فيما بعد.
- نعم أؤيد هذا الرأى، و أعتقد أننا سنحتاج وقتا لنبنى الرأى العام المصرى ضد الجيش من جديد، لكن الأمر لن يكون صعبا ، فقد خرجت المظاهرات أثناء الحكم العسكرى المؤقت تنادى برحيل الجيش ، و يمكننا دعم ذلك عن طريق الإعلام، وحلفاؤنا هناك.
- يبدو هذا حلا جيدا ، فيما يبدو انه الحل الأبعد ، لكن اليوم نحتاج فى الدقائق التالية لكى نصيغ تصريحات قوية يمكن لأمريكا الإستناد عليها فيما بعد إذا ما حدث تحول فى سياستنا تجاه الأمر الواقع فى مصر مستقبلا و بدون أى ملامة دولية .
- على أمريكا إذن أن تغض الطرف و تعتبر أن ما حدث فى مصر هو إنقلاب عسكرى يؤيده الشعب .
- كلا ، هذا يعد تحيزا من أمريكا ، لكن ينبغى علينا فعلا أن نغذى هذا الرأى داخليا بأى شكل كان.
- على أمريكا حاليا ،  أن تعبر عن قلقها فقط إزاء تطورات الوضع فى مصر ، و تدرس إمكانية طرح ما حدث على أساس أنه إنقلاب.
- حسنا ، يبدو هذا الرأى مقبولا ، فلنصوت عليه.
 - تصويت 
 موافقة.
{يتبع}

تعليقات

المشاركات الشائعة