واحد .. واحد .. واحد الحلقة 3

تنبيه هام  : أحداث هذه القصة و شخصياتها و تفسيراتها كلها من محض الخيال البحت للكاتبة ، و أى تشابه أو إمتزاج قد يبدو بين الخيال و الواقع  من باب الحبكة الدرامية للاحداث و جذب القارىء للمتابعة فقط لا غير ولا يمت بأى حال من الأحوال للواقع بصلة، لذا وجب التنويه ، و شكرا..
 المؤلف / روناء المصرى 
 الحلقة الثالثة 
3 يوليو - مساء ا 
 المكان - البنتاجون
ما إن إنتهى الإجتماع فى البنتاجون ، حتى بادر الجميع بالإنصراف ، و فى جراج المبنى و بعد أن خلى تقريبا من جميع السيارات ، عدا سيارتين كانتا تهمان بالمغادرة ، إلا أن أحداهما بدأت فى إطلاق إشارات ضوئية بترتيب معين و كأن بهما حديثا دائرا بالضوء ، ثلاث ومضات متتالية ، ثم ظلام دامس ، أعقبه ومضتين من السيارة الأخرى ، ثم ظلام دامس مرة أخرى ، إنظلقت على إثره السيارة الأولى فى سرعة جنونية إلى حيث أضواء الشارع تخفت تدريجيا ، و هناك إنعطفت السيارة الأولى بسرعة فى الشارع التالى مباشرة ، ثم توقفت حانت من السائق نظرة إلى الجهة المقابلة من الشارع حيث وقف أحد الأشخاص يبتاع المشروبات الساخنة من امام أحد الكافتيريات هناك على الجهة المقابلة ، ثم بدأ سائق السيارة بإطلاق نفس الومضات الثلاث ، وأدار محرك سيارته لينصرف على الفور .
رمق الشخص الذى كان يقف فى مواجهة السيارة تلك الومضات بتركيز شديد ، و بدا له و كأنه كان ينتظر هذه الإشارة للبدء فى الحركة ، وسرعان ما ركب سيارته ليمضى بإتجاه أحد المطاعم المجاورة ، و بعد أن جلس فى المطعم على طاولة بجوار النافذة ، حيث المنظر الصاخب للشارع ، بدأ فى طلب عشائه هناك فى هدوء قائلا :
- قطعة ستيك مشوى جيدا بدون فلفل ، مع عجينة البطاطس و صوص الباربيكيو.
إنحنى المضيف بأدب و حمل قائمة الطعام و إنصرف ليحضر الطلب .
عكف الشخص على جهازه المحمول يفتح " واتس أب" و يخاطب مجموعة من الأشخاص تحت قائمة " العشاء" و يكتب الرسالة التالية :
- أنا فى المطعم أتناول عشائى وحيدا فى ليلة دافئة!!!
و لم تمض لحظات حتى إنهالت عليه الردود من أفراد القائمة :
- لم تعد وحيدا الأن!
- هلا تطلب لى الطعام رجاء!
- فلنحتفل بليلتك الدافئة!
- هل طلبت المعتاد؟!
- نحن برفقتك !
- مرحى !
- العشاء سيكون لذيذا فلا تقلق !
قائمة طويلة من الردود .. لفت أنحاء الأرض حتى وصلت إلى " تل أبيب" وهناك ، كانت فتاة شقراء تحتسى كأسا من الشراب برفقة أصدقائها و ما إن قرأت الرسالة على جهازها الخاص ، حتى بادرت بقولها :" مرحى .. عدالة السماء ستحل على الأرض قريبا !!!!!!"
و سكن كل شيء حولها يتأملها فى صخبها و يحاول أن يفهم مقصد عبارتها العجيبة جدا فى ذلك المكان و هذا التوقيت بالذات؟ّ!
******
فى القاهرة 
كان هناك إجتماع من نوع مختلف مجموعة من الأشخاص لا تبدو عليهم ملامح ثابتة فلا تكاد تجزم أى البلاد ينتمون إليها ، أو ما هى جنسياتهم ، فهم صامتون ووجوههم تبدو وكأن الزمن شكلها فى غير إنتظام أو فلنقل ربما لم يستمر مقامهم فى نفس البلد أكثر من عام أو إثنين ، فصارت ملامحهم كجوازات سفرهم مليئة بأختام تلك البلدان ، و مع هذا الصمت المخيم ، كان هناك خريطة جديدة لمجموعة من المواقع أغلبها فى سيناء قرب الحدود مع فلسطين و إسرائيل ، و مواقع أخرى تشير إلى مرسى مطروح و الصحراء الغربية فى مصر بالقرب من حدود ليبيا ، و بدت هناك مجموعة من الأسهم التى تشير إلى إتجاه كل مجموعة من المواقع و كأنها ترسم نقطة مركزية للتحرك ، و بدأ الجميع فى التحدث حول طبيعة و مهمة كل مجموعة من النقاط ، ثم بدأ تقسيم هذا الفريق العجيب ، بعدها تحرك الجميع خارجا فى صمت . 

على بعد عدة شوارع من مكان التجمع الأول ، كانت وزارة الخارجية المصرية تشهد نشاطا من نوع أخر، فقد كان الطابق الثالث عشر مضاءا، إذ ثمة إجتماع يدار هناك على مستوى عال جدا من الخصوصية ، و بدت فيه المناقشات تأخذ هذا الطابع من الحديث/
- لازم روسيا تدخل فى المعادلة الجديدة ، لكن لازم كمان نعرف أنها أكيد هتدور على مصالحها فى المنطقة ، إحنا لسه فاكرين الدرس كويس.
- تمام ، واضح أن ده مش هيكون صعب فى المرحلة الجاية ، لأن أمريكا فعلا بتفكر فى روسيا زينا بالضبط ، و إلا مكانش سنودن إتجه ليها زى دلوقتى .
- أتوقع أنه قريب جدا هنسمع عن قبول روسيا للجوء سنودن عندها .
- أتوقع ده برضه ، و فى الوقت ده هيكون فى الظاهر خلاف بين روسيا و أمريكا ، لكن إحنا لازم نعرف إيه الإتفاق السرى اللى بينهم .
- تفتكر سنودن بيكمل الملف السابق ؟!
- أكيد ! لكن المرحلة الجاية مش لازم تفوت من إيدينا أبدا ، أى غلطة معناه تهديد لأمن المنطقة كلها ، و الحرب عمرها ما هتفضل فى مصر وحدها .
- مفهوم طبعا! لكن ملف الصين يا ترى إمتى هيبتدى دورها تحديدا ؟
- الصين موقفها واضح تماما ، إنما طلبت إنها ماتظهرش فى الصورة دلوقتى و إحنا يناسبنا موقفها ده فى الوقت الحالى .
- يبقى الحركة الأولى لازم تيجى من عندنا .. روسيا الهدف الأول .
- فى أول مناسبة لازم نفسر ده بطلب التعاون من روسيا فى القمح ، و الأسلحة.
- مقنع تماما 
- على بركة الله .
*******
 أمستردام - هولندا
الساعة 5 م بالتوقيت المحلى
طرق الباب رجل فى منتصف العمر ، طويل القامة و تبدو عليه ملامح الهولنديين القوية ،إستأذن فى الدخول على الليدى فى ادب ، ثم أغلق الباب خلفه فى صمت و إقترب من مكتبها فى حذر ، دعته للجلوس ، و بدأت فى الإستماع إليه ، كان حديثهما بصوت خافت تماما ، لكن الكلمات بدت واضحة و محددة.
الليدى: - كيف ترى الخطوة القادمة ؟
- نحن كنا على علم مسبق بأن تغيير الإدارة فى القاهرة بات وشيكا ، لكن علينا أن نتوخى الحذر فى المواقف التى سنتبناها فى المستقبل .
- أعلم هذا ، علينا ألا نثير غضب واشنطن فى هذا الأمر ، أو حتى نثير شكوكا نحن فى غنى عنها فى هذه المرحلة .
- تماما سيدتى ، لكن الهدف واضح تماما فلا داعى للقلق ، أعدك بان تتحرر سياستنا المالية من هذه الضغوط قريبا جدا.
- حسنا إذن ، عليك بتنفيذ وعدك وفق الخطة.
، إنتهى الحديث و قام الرجل ليؤدى تحيته للسيدة ، ثم هم بالإنصراف ، و ما إن وصل إلى الباب حتى بادرته بقولها:- تعلم تماما أننا على وشك حرب عالمية ثالثة إذا لم ننجح فى مساعينا بهدوء ، أليس كذلك ؟ أنت تدرك العواقب حتما؟!
أومأ الرجل برأسه فى حذر وقد بدى عليه ملامح القلق و الريبة لكنه تقدم نحو مقبض الباب و إنصرف .
*******
فى إحدى البارات بنفس المدينة 
كان هناك ثمة فتيان و فتيات يرقصون سويا ، ثم ما لبث أن شذ إثنين منهما بإتجاه البار ليتحسوا شرابا هناك ، و كانت الفتاة تضع قلاة تحمل جعرانا فرعونيا قديما يشع وميضا جذب الفتى الذى كان يجلس قبلهما بالبار ، فبادر يتلمس جيدها و القلادة فى تحد سافر للفتى بمرافقتها ، و يقول لها :- إن هذا الجعران يبدو فاتنا عزيزتى!
فأثارت عبارته غيظ صديقها و تحول المشهد إلى عراك فى غضون دقائق قليلة، و إضطر الجميع إلى الذهاب إلى الشرطة.
 هناك قرر الضباط حبس الفتيان ليلة كاملة فى الحجز ، و عندما حان موعد العشاء كانت هناك مفاجأة فى صحن كل منهما ..قصاصة ورقية تحمل معلومات محددة .
نظر الإثنان إلى بعضهما البعض و تبادلا إبتسامة ذات مغزى ، ثم أكملا تناول عشائهما فى هدوء.
{يتبع}

المشاركات الشائعة