واحد .. واحد .. واحد .. 4

تنبيه هام  : أحداث هذه القصة و شخصياتها و تفسيراتها كلها من محض الخيال البحت للكاتبة ، و أى تشابه أو إمتزاج قد يبدو بين الخيال و الواقع  من باب الحبكة الدرامية للاحداث و جذب القارىء للمتابعة فقط لا غير ولا يمت بأى حال من الأحوال للواقع بصلة، لذا وجب التنويه ، و شكرا..
 المؤلف / روناء المصرى
الحلقة الرابعة
هولندا - مطار سخيبهول الدولى 
صالة المغادرة - مساء يوم الإثنين 15 يوليو

وقف الفتى الذى كان بصحبة صاحبة قلادة الجعران ينتظر دوره فى الصعود إلى الطائرة المتجهة إلى نيويورك ، و كانت الطائرة قد أعلنت عن مدة الثلاثين دقيقة المتاحة لصعود الركاب على متنها ، و بدأت عملية التحميل .. و حان دوره ، لم تكن الفتاة بصحبته فى رحلة عودته إلى نيويورك ، غير أنه ما إن إتخذ مقعده على متن الطائرة حتى بادر بتصفح صورهم سويا من على ذاكرة الأى باد الخاص به .و إتكأ برأسه على المقعد خلفه يستعد للإقلاع مع حديث الكابتن للطاقم بالإستعداد للرحيل ، تحدث إليه الرجل الجالس إلى جواره فى هدوء: " هل هذه حبيبتك ؟ أتفتقدها ؟" 
- فجاوب الشاب وهو يتعجب من فضول الشخص و جرأته :" نعم ، إنها حبيبتى وبالتأكيد سوف أفتقدها كثيرا !" ثم أشاح بوجهه بعيدا نحو النافذة
غير أن الرجل تجاهل مظاهر الضيق على وجه الفتى و أكمل حديثه:" لكن أتعتقد أن من المنطقى تبرير إحتجاز ضابط بالبحرية الأمريكية فى بلد أخر ليلة  كاملة فى قسم الشرطة بسبب عراك على فتاة ؟"
هنا شعر الفتى برعشة تسرى فى جسده و إمتعض كثيرا ، و لم يبدو عليه الإرتياح فى جلسته لكنه أكمل محاولا الهدوء و تمالك أعصابه :" مع أن هذا الأمر ليس من شأنك! و لا أعلم كيف عرفت به أصلا!  و لماذا أنا مجبر على الرد على أسئلتك  الفضولية ؟ ألا تعلم أن هناك خصوصية للأشخاص و حرية يملكونها؟
رد الرجل بهدوء: - أعلم جيدا ، لكن ألا تعلم أنه من حقنا مراقبة أفرادا هامين أمثالك فى ترحالهم خاصة إن كان ترحالهم فى وقت كهذا؟
- زادت الدهشة و رد الفتى :- من تظن نفسك ؟ من تكون ؟ وكيف أنا هام بالنسبة لك ؟ 
 أخرج الرجل من جيب سترته الداخلي هوية خاصة: " - ربما تجيب هذه الهوية على تساؤلاتك ؟ كى تفسح المجال لترد على تساؤلاتى السابقة؟
نظر الفتى إلى الهوية و بدا عليه الإستسلام و قام بالرد :- " يتصادف أننى لم أذكر هويتى كضابط أمام القسم ، و صديقتى تدخلت لدفع الكفالة و أخرجتنى فى صبيحة اليوم التالى ، و الأن حان دورى يا سيد .. لماذا تتبعنى ؟"
الرجل - فى الواقع لم نكن نتبعك أنت تحديدا و لكن  عراكك بالبار أثار فى نفوسنا إهتماما خاصا ، فلقد تعاركت مع شخص هام بالنسبة لنا ، و لربما تساعدنا فى معرفة المزيد عنه ، فبينكما قاسم مشترك ..." و أشار بنظره و إصبعه فوق صورة الفتاة  و إبتسم إبتسامة خاصة .
 فبادر الفتى بإغلاق ملف الصور من الجهاز ، و قال للرجل ببرود: - لا يحق لك سيدى ، و مثل هذه الأمور ربما لا تدار فى طائرة !!  أرجو أن تنعم برحلتك ، و تدعنى أنعم بنوم هانئ بقية الرحلة رجاءا ".
إنتهى الحديث داخل الطائرة عند هذا الحد ، فلم تكن تلك القواعد المتبعة فى مثل هذه الأمور، لكن الشاب أشاح بوجهه بعيدا تجاه النافذة و بدا أنه يغط فى نوم عميق إلا أن بسمة خفيفة إرتسمت على وجهه !
 وما هى إلا ساعات قليلة .. و حطت الطائرة بسلام فى مطار نيويورك و تفرق الإثنان ، ربما على موعد آخر للقاء.
*****
 القاهرة - مبنى المخابرات العامة المصرية 
داخل غرفة العمليات الخاصة 
الإثنين 15 يوليو الحادية عشر صباحا بتوقيت القاهرة
كان العميد " سعيد " مع مجموعة من الضباط الأخرين ، ينظرون إلى آخر "لمبة" تضاء فوق لوح إليكترونى يضم بلدان العالم ، و بدا على اللوح ما يزيد عن 22 "لمبة" مضاءة و لكن بألوان مختلفة ، و بدأ الحديث :
النقيب حسام - " روبرت" بدأ تنشيطه ، وبكده أخر طرد وصل لنيويورك بسلام !
 العميد سعيد - قصدك إكتملت المجموعة كده يا حضرة النقيب حسام؟
 نقيب حسام - بالضبط يا فندم ! إحنا جاهزين نتحرك فورا .
العميد سعيد- معلهش عاوز أراجع مع كل واحد فيكم مهام المنطقة بتاعته بالضبط.
 النقيب عبد الرحمن- أنا مختص بمنطقة شرق أسيا و فيها خمس دوائر سخنة ، و دائرتين زرق ، و دائرة صفراء واحدة بس يا فندم.
النقيب حسام - و انا مختص بمنطقة الإمريكتين يا فندم و بألأخص كندا و أمريكا الشمالية ، و معايا سبع دوائر سخنة ، و دائرتين زرق ، و دائرتين صفر يا فندم .
 النقيب معاذ- أما أنا يا فندم مختص بأوروبا  و خاصة أوروبا الغربية ، و معايا أربع دوائر سخنة ، و دائرتين زرق ، و دائرة صفراء يا فندم .
العميد سعيد- تمام ، كده تمام قوى يبقى إحنا جاهزين نفعل الدوائر ديه وفق الخطة اللى هتققدملكم قريب بإذن الله تعالى .
النقيب معاذ- معلهش يا فندم ، هو ممكن سؤال ؟
العميد سعيد- إتفضل يا معاذ .
النقيب حسام - طيب و بالنسبة للدوائر الباقية ديه يا فندم ؟ 
هنا نظر العميد سعيد بحدة إلى النقيب معاذ و رد عليه بحسم :- من إمتى بنسأل  أسئلة زى ديه يا معاذ؟ إلتزم بأوامرك بس يا حضرة النقيب،و  إستنى بقية التعليمات.
بدا الحرج على وجه معاذ و بادر بالإعتذار ، و لكن العميد سعيد ، قاطعه و أكمل حديثه بجدية كبيرة :- إنتوا مش فاهمين إن الجيش المصرى هو اللى عليه الدور ؟؟ هو بقى فى جيوش فى المنطقة ديه بعد اللى بيحصل حوالينا ؟؟ عارفين إن جزء من حماية الجيش هو حمايتكم إنتم ؟ احيانا المعلومات الأكتر من اللازم بتبقى أخطر مما تتصوروا.
 إنصراف يا حضرات ، تعليماتكم هتيجى فى وقتها .
إنصرف الثلاثة ، و بقى أحد الأشخاص كان يجلس فى الغرفة منذ بدء احلديث لكنه لم يشارك فيه ،بينما ظل يتأملهم وهم يغادرون الغرفة ، ثم أعاد نظره إلى اللوحة المضيئة ، وهو يتحدث إلى العميد سعيد : - سعيد ، انا مش محتاج أفكرك إن المرحلة الجاية ، هتبقى المعلومات فيها بتقبل التأويل على كل لون و على كل الإحتمالات ، الأولاد دول كويسين جدا ، و مش لازم القلق يخلينا نزود الضغط عليهم أكتر من كده ، لاحظ إن هم نفسهم هيجى عليهم وقت مش هيبقوا عارفين يفرقوا فيه بين الصح و الغلط ، و إحنا لازم نفضل الجهة الوحيدة اللى بيثقوا فيها و إلا الخطة كلها هتبوظ و تفشل!
ثم غادر الرجل ذاته الغرفة ، دون أن يعطينا فرصة لندرك من يكون ، و ما هو موقعه تحديدا من الإعراب !!!!
********
 من خلف الكواليس دار هذا الحوار :
الأول / تفتكر الوقت اللى قدامنا قد إيه عقبال ما أمريكا تدرك إنها هتمر بثورة فى المرحلة الجاية؟
الثانى/ مش كتير يا فندم ، واضح إن فيه تسريبات حوالين الموضوع ده و معلومات غير مؤكده عند أمريكا ، و إلا مكانش "سنودن" و تسريباته ظهرت على الشاشة.
الأول/ تمام ، لكن حلفاءنا فى أوروبا ، و آسيا ،متعاونين بشكل يحتاج مننا لتقييم مستمر ، مش عاوزين نسيب حاجة للظروف أو للأخطاء.، المرحلة الجاية مرحلة المستحيل.
 الثانى/ أنا مش هاطمن حضرتك ، أوأقولك كله تمام يا ريس !! المرحلة ديه عدت من زمان ، و المرحلة اللى إحنا فيها لازم نغير كل سياسات اللعبة القديمة بشكل مبتكر تماما ، لكن أحب ءأكد لحضرتك إننا كلنا مستوعبين تماما الفرصة الوحيدة اللى قدام مصر علشان تفضل مصر يا فندم.
 الثانى/ على بركة الله .
 و مضت الأشباح فى الظلام ...
 {يتبع}....

تعليقات

المشاركات الشائعة