خاطر فى التاسع و العشرين من فبراير
مرحبا !
لقد مضت سنة كاملة دون ان أدون امر ما أو أشارككم بشيء ، إنه زمن بعيد حقا ..
و لكنى كنت أعد عدتى للكتابة مجددا فى مطلع العام لولا إنشغالى بإمتحاناتى الدارسية ، و عملى ، و أسرتى كالعادة ...
ما الذى يختلف هذه المرة ؟؟
حسنا !!
هذه المرة قررت أن أتنازل عن حرفيتى كصحفية و اكتب كالهواة ، مثل كل المدونين ، يكتبون عن خواطرهم ، و يسجلون آراءهم ، بدون قيود القواعد المهنية فى الكتابة ، او الإسناد أو حتى الموضوعية .. إلخ إلخ
لقد قاومت بداخلى رغبة الكتابة منذ فترة ، خطرت على بالى مئات الافكار والقصص ، بدأت فعلا فى كتابة بعضها ، و البعض الآخر لايزال حبيسا فى عقلى ، عله يأتى بأفكار أفضل أو معالجات كما ينبغى ..
العجيب أننى فى رحلة البحث عن هذه المعالجات المزعومة ، و جدت ان الواقع و الحياة أعجب كثيرا من الشروط المنطقية التى نضعها فى صياغة قصصنا و كتاباتنا ، خوفا من أن يطرح القارئ سؤالا ، كيف حدث هذا؟ او نسمع تعليقا بأن تلك القصة تشبه فيلما هنديا ...
و هنا توقفت ، فعبارة فيلم هندى ، ذكرتنى بفيلم جميل شاهدته مؤخرا و تأثرت به ، إنه قصة حب و مسئولية فى نفس الوقت ، ما بين إمبراطور حكم الهندستان قديما ، و بين زوجته التى تتبع " كريشنا " كإله لها ، وهى التى إختارها أول الأمر كصفقة للسلام ، ثم تحول الأمر إلى حب و تعلم متبادل .
جاء الفيلم للمشاهد العادى و كأنه نسج من خيال الرومانسية ، و لكن من ضرائب المهنة انك لا تتابع ما يحدث على الشاشة أو فوق صفحات الجرائد بعين الرومانسية و المشاهدين ، لقد أفسدت المهنة رؤسنا فأصبحنا لا نرى سوى الرسالة ، حركة الكاميرا ، مكساج الموسيقى ، الإضاءة ، السيناريو ...
عذرا
يبدو انى أخفقت ، لدرجة بددت مشاعر الرومانسية من جديد و حولتها إلى صيغة مهنية صلبة و جامدة ..
المهم أعود إلى الرومانسية الحالمة التى ربطت بين " أكبر" الإمبراطور المسلم العادل الذى قرر أن يطبق روح الإسلام ففاز بقلب زوجته " جوداء" ( أعجبنى إسمها فهو على نفس الوزن من روناء!)و هى من جانبها كانت تفهم تماما معنى التدين و اللجوء للإله و التبتل إليه ، كانت تشعر فى قرارة نفسها بوجوده وكانت تقرأ حكمته ، و هكذا
إلتقى عقلاهما فى سلاسة لأن نواياهما كانت طيبة تحوم حول الخير ، الدين ، التسامح ، و فوق كل هذا عبادة خالصة لله.
أدركت مرة أخرى أن الرومانسية ليست وحدها الهدف ، لأنك حتما ستخلد ذكرى هاذين الزوجين اللذين ينتميان إلى ديانتين مختلفتين ، لكنهما إجتمعا على هدف عدم إثارة الفتنة بين قبائل الهندستان
إمتد حبهما إلى توحيد الوطن ...
و كان هذا هو خلاصة ما رأيت من الفيلم ، كان رمزا يشرح لنا لماذا الجارتين العدوتين النوويتين " الهند و باكستان " متحاربين ...؟!!
الهند لا تزال ترى أن باكستان جزء من نسيجها الوطنى ، و باكستان ترى أن إنفصالها جزء من حرية الدين ..
و على الرغم من وجاهة كل منهما فيما ذهب إليه ... يظل صوت الجماهير الحقيقى واقعا يتم تجاهله كل يوم ، فلا يزال هناك فى الهند من المسلمين من قرر البقاء داخل الوطن الأم دون ان ينضم او يفترق عن أرضها و إسمها و تاريخها ، و هناك فى باكستان من قرر البقاء على ديانته الهندوسية و ظل يعيش فى مسقط رأسه .
إن كلا الفريقين إتخذ قراره بناءا على إيمان قوى ..
بأن الأرض موطن و الدين لله ، و ان الدين محله القلب ، و دليله الفعل و روحه السلام
هكذا فلسفتى للامر ...
علمت سبب العداء الأزلى بين الهند و باكستان بعيدا عن سياسة المصالح
و تذكرت صوم غاندى المستمر خوفا من الفرقة ، فقد تنبأ بما سيحدث و كيف سيحدث ،
و اليوم أتساءل هل سأشاهد على شاشة السينما المصرية فيلما آخر يحكى قصة " أكبر ، و جوداء"؟
لا أعلم ...