انا السيئة في رواية أحدهم!
في رواية أحدهم ابدو انا السيئة! و لربما اعتدت على ان أبدو كذلك معظم الوقت ان لم يكن طوال الوقت ، و بسبب الاعتياد لم أعد أبالي ما هي ملامح تلك السيئة هل هي سيئة جذابة ام سيئة قبيحة الخلق والمظهر؟!
فهناك الأشخاص السيئين لكن مظهرهم جذاب ، فيتغاضى الجميع عن سيئاتهم في مقابل وصف أناقة ملابسهم او كيف يهندمون حذائهم، و يصففون شعرهم. او ربما تحدثوا عن قيمة الساعة التي يرتديها ذاك الشخص السيئ و كيف تلائم ألوان ملابسه، ..الخ.
هؤلاء السيئين ناجون حتما!
و لا أعتقد اني منهم على أية حال فأنا انتمي إلى ذاك الصنف من السيئين الذين يحاولون ان يستكشفوا الإجابة عن سؤال: و ماذا بعد ؟ ما الذي يمكنك قوله ايضا؟ واترك المجال مفتوحا لخيال كل جامح أراد أن يسبر اغوار نفسه العليلة فيضعها في جملة مفيدة تحمل صفته السيئة ملتصقة بي بدلا عنه.
في بداية الأمر بدأ الأمر ضربا من ضروب خيبة الأمل، ثم ما لبث ان اصبح لعبة الخبالى، يمتهنونها، وانا صرت اتفرج لدى مقاعدهم .. !!!
لطالما كان الصنف السيئ من التصنيف القبيح خالي الوفاض سوى من مرآة يضعها يوميا بشكل صارم أمام نفسه يتاملها، لا يطلب شيئا من الدنيا سوى الرضا بما قسم له ، و لا يشغل باله سوى الرضا من خالقه.
فأي بال هذا يمكن ان ينشغل بالناس و خيالاتهم؟! أتعجب!!!
و لكن، بما انني حملت لقب السيئة بجدارة في رواية أحدهم، فإنني صرت ملكة متوجة لهذه الرواية لا ينازعني فيها شريك في الملك، سوى تلك الأحداث التي يحكيها الراوي على عهدته عن نسبة وتوزيع و كيفية إبداء السوء الذي يغزله لي ..!!
و في الواقع اجدني صابرة حتى تكتمل روايتهم .. فاعرف وقتها ما الذي ينبغي علي فعله لتأكيدها؟!
ثم أنزوي مراقبة من بعيد .. و امضي في طريقي تاركة لهم مادة خصبة تشغلهم عني فترة من الزمن فألتقط انفاسي و احدد وجهتي ..و أمضى.
أتساءل هل ستظل سكتي مسطورة بالروايات؟!
لوقت غير بعيد ، كانت الروايات بلا هدف، وكنت أراها ضربا من ضروب الحسد، او سوء الفهم ، لكني أصبحت أفهم انها بمقاصد اكبر من مجرد لعبة الخبالى و تمضية الوقت ، فمثلا تلك الروايات إنما تأتي بهدف انتظار مصلحة ، او منع مصلحة عنك او منك أيهما أقرب للتحقيق..
ثم هناك ذلك الشعور الذي خلفته وسائل التواصم. نعم التواصم الاجتماعي. حيث الساحة مفتوحة للوصم ، و ما بين الخيرين حساب هههه.
ذلك الشعور الذي يورث خيفة من النبذ داخل مجتمع استهلاكي لا يبحث عن اصول المعلومة او يدقق فيها و تسيره نوافذ المؤثرات إلى حيث يريد صاحب القطيع ان يسوق قطيعه العالمي. فهذه الطريقة ليست حكرا على بلد، منذ أن جعلوا السحب حوسبية ، صار الأمر داخل السحابة أرحب واشمل لا استثني أحدا من ذلك حتى من صنعوها.
و هنا بدأت اتوقف قليلا.. نعم! اعرف اني السيئة في رواية أحدهم بغرض سلب حقي. او منع مصالحي، او توقيف اموري.. فهلا سايرتهم مجددا؟!
في الواقع لطالما كان لدي نرد داخلي من ١ إلى ٦ اقوم برميه عدة مرات .. تحديدا ثلاث مرات .. وانظر إلى ماذا تشير الأرقام على النرد؟! ان كان الرقم يتراوح ما بين ٤ إلى ٦ نال الأمر بعض الجهد مني ، بتوقيف الرواية او عكسها او حتى قلبها على الساحر.
و ان كان الرقم يتراوح ما بين ١ إلى ٣ مضيت في طريقي .. انه اسلوب حفظ الطاقة او كف الاذى.. ليس عن الآخرين فكل انسان بما يكسب رهينة، و إنما عن نفسي، فقط!
و لأني السيئة في رواية أحدهم، خطرت لي فكرة ان اصبح سيئة بالفعل .. ولكن هنا ظهرت المشكلة..
ماذا عساي ان افعل؟
ان قلبي لا يحتمل ان ينزل إلى مكانة دون مكانته، مقارنة سماح النفس بالبغض والحقد. شتان بينهما!!
ثم ما كمية هذه الطاقة المهدرة لمجرد التفكير ، كيف ادمر غيري؟ او ان احسد، او ان احسب، او ان التف حول الأمر في طرق دائرية..
الدنيا ابسط من ان نحسب من نكره، و من نحب، من تعامل جيدا و من تضع له حدودا فاصلة، من تثق و من تخون؟
الدنيا كلها مجرد غمضة عين ، نعيشها مغمضين حتى نستعيد البصر و البصيرة يوم القيامة.
فإما ان تعرف من يستحق مصاحبتك
وأما ان تفارق من يضعك في غير قدرك او دونه..
الأمر بسيط .. ولاكون السيئة القبيحة جدا جدا و المتمردة دوما في رواية أحدهم.. و اهنئوا في سلام.
روناء المصري