شارلوت هولمز

الإسم المقترح للرواية

(شارلوت هولمز)

رواية بقلم وتأليف

روناء المصري

 

التصنيف

جرائم و مغامرات

 

جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

2024

 

 

 

 

 

" مرحبا!

أنا شارلوت هولمز، ومادمت وصلت لقناتي يبقى إنت من محبي عالم الجريمة و الغموض و الإثارة، و يبقى هو ده مكانك المناسب هتلاقي فى قصصي كل اللى نفسك فيه.

اللى بيشوفوني لأول مرة يا ريت متنسوش تعملوا سبسكريب، و لايك ،و حالا هابدأ معاكم حدوتة النهاردة، وقبل ما نبدأ لازم أبارك للفايزين فى جريمة الحلقات اللى فاتت، كسبوا معايا إشتراك شهرين مجانا على قناتي و هاعملهم منشن خلال حلقات الجريمة اللى هابدأها معاكم دلوقتي و لحد ما تخلص حلقاتها.

ولو حابب تشترك فى القناة وتنضم لأسرتي المفضلة تقدر تضغط على زر " جوين"/ أو إنضم، وهتاخد عضوية مميزة لحكايات كتير بنشوفها و نسمعها فى حياتنا و بتبقى أغرب من الخيال أحيانا ، مع إنها كلها واقعية.

فاصل صغنون و هارجع تاني معاكم احكي لكم الحكاية من البداية.. خليكوا معايا أنا شارلوت هولمز".

***

 

 

الفصل الأول / الشغف

داخل أحد البيوت المصرية قديمة الطراز، حيث يفتح "الشيش" نوافذه الطويلة بينما تدخل أشعة الشمس على إستحياء فى خطوط متوازية تداعب عفش البيت القديم النظيف فى نفس الوقت، و المتراص بذوق راق ينم عن خلفية و أصول ربة المنزل ، كما توحي بإمكانيات رب المنزل المادية وتعلن إنتمائه إلى الطبقة المتوسطة بتعريف و مفهوم أواخر حقبة التسعينات. الصالة تبدو واسعة جدا بسقفٍ عال، و ستائر كالغلالات البيضاء تشف و تصف ما بداخلها و فى الصالة يقبع "البوفيه" العريض ذو المرآة الكبيرة تعترض خلفيته و عليها تتراص أباريق و تحف منمقة يتمازج خلالها اللونين الذهبي و الفضي، بينما تعتلي الأخشاب مسحة بلون بني فاتح مزين بحليات خضراء و بيضاء و ذهبية اللون، و تقبع طاولة الطعام الكبيرة فى وسط الصالة وحولها الكراسي الوفيرة ذات المساند الكبيرة و الأذرع الجانبية لسهولة التحكم بحركتها، و إلى الركن الأقرب لأخشاب "الشيش" المطلية باللون الأبيض يوجد صالون عتيق مذهب أرتسمت عليه رسومات الأوبيسون فى أناقة و تشابك بديع بينما تزين بوسادات صغيرة تحمل نقوشات كلاسيكية الطابع لمجموعات زهرية تحوط أرجوحة تحفظ سر عاشقين يتجاذبان حولها أطراف حديث هامس و دافيء، و إذا ما أمعنت النظر تحت طاولة الطعام قبالة الكنبة الكبيرة الرئيسية لطقم الأوبيسون المذهب ستجد قدمين صغيرتين تتدليان فى تبادل لحركة إيقاعية وكأنها تعزف لحنا غير مسموع، وبينما حديث العشاق صامت على لوحة الأوبيسون، ثمة حديث أخر شيق معظمه همهمة طفولية يأتي من تحت طاولة السفرة الكبيرة.

إحساس يتولد بالسكينة و الهدوء يتضح فيه طعم البيوت و دفئها،مع هذه اللوحة شبه الساكنة ، غير أن صوتا رفيعا حادا قرر بدون إستئذان أن يقطع هذه السكينة وهو ينادي بأعلى صوت:

 الأم "بثينة" : شارلوووت!!!!

ومع نهاية النداء، نسمع صوت إرتطام  ثلاثي لقلم، وورقة ،و... رأس!!

إنها "شارلوت" الصغيرة فجعها النداء فأسقطت ما بيدها من قلم و أوراق و إرتطمت رأسها الصغيرة بسقف طاولة السفرة الخشبي وهي تحاول النهوض مسرعة، فقد إكتشفت الأم مخبأها للمرة المليون!!! و سوف تأتي خلفها مطالبة إياها بإعادة قلم أختها الكبيرة "ساندي"، و إعفاء الأوراق الخاصة بمذاكرتها ودروسها من رسومات "شارلوت" المتداخلة وهي تكتب بطريقتها الخاصة حروفا تمثل حيوانات، و نباتات و أناسي، ولكن من وحي خيالها الخصب و تجعل ما بينهم روابط من أسهم و دوائر متشابكة أو غير متشابكة، و أشكال عديدة، لطالما كانت من نصيب معلمة " ساندي" أن تراها هي قبل أي أحد من أعضاء منزل "شارلوت" ، ثم تعنف " ساندي" على إهمالها و تركها أشيائها الهامة تحت تصرف شقيقتها الصغيرة و هي تعتقد أنها مدللة عنها، و ما بين حسم الأم ، و دهاء "شارلوت" تظل " ساندي" هي الضحية!.

لكن " ساندي" كانت ترى أن أختها " شارلوت" تمتلك موهبة خاصة، و على عكس ما قد يتوقعه البعض لم تشعر "ساندي" بغيرة من أختها الصغيرة، بل كانت تحاول جاهدة ان تمنحها أوراقأ خاصة من بقايا كراسات الدروس للأعوام السابقة حتى تستمتع شقيقتها بتلبية شغفها فى الرسم و الكتابة على طريقة الأجداد؛ بإستخدام الرسوم و الحروف التي لا تفهمها سوى" شارلوت".

وبعد إجتماع قصير يضم "ساندي" و الأم ، و"شارلوت" يتضح أن ما بحوزة "شارلوت" هو مجرد أوراق قديمة وقلم قارب على النفاذ، بينما لا تزال أفكار وخيالات "ِشارلوت" خصبة تتكاثر بإنتظام.

و مر الأمر بسلام.

هذا المشهد السابق ظل يتكرر خلال سنوات طفولة " شارلوت" الأولى و حتى بلوغها عمر العاشرة تقريبا، فجلستها المفضلة هي أسفل طاولة السفرة، و أقلامها و أوراقها مهد الوحي والإلهام ، مستوحاة من بقايا أوراق أختها " ساندي" ، لكن الأمر الذى شبت عليه " شارلوت" منذ كان عمرها الثالثة فقط، تطور و أصبح لها عادة منتظمة للكتابة و الرسم و التدوين، ولكن هذه المرة داخل صفحات لأكبر"كشكول" يمكنك أن تراه صممته " شارلوت" بعناية حتى تستطيع أن تنتقل خلاله عبر سنوات عمرها و حددت مسبقا ألوان كل مجموعة بحيث تضم ثلاثة  أعوام من إنتاجها الأدبي و الفكري إن جاز التعبيروعلى حد وصفها، لما تدونه من رمزيات تمتزج فيها رسومات الحيوانات و النباتات والخطوط فيما يشبه خطوط الهيروغليفية القديمة، لدرجة ان "شارلوت" تعلمتها و أتقنت الكتابة بها بشكل جيد جدا مع بلوغها العاشرة.

ولدت ساندي فى عام 1993م، لأب مصري و أم شامية جمعتهما قصة حب عادية إنتهت بالزواج و الإنجاب، ثم جاءت شارلوت إلى العائلة الصغيرة فى عام 1998م، وبرغم خمس سنوات كفارق للسن بينها و بين أختها إلا أنهما كانا متناغمتان كثيرا مع بعض الخلافات التي لا تخلو منها البيوت العمرانة بمحبة الأشقاء و دفء الأباء.

ساندي كانت تهوى الرسم ولهذا السبب شكلت خطوط ساندي الجميلة نبراساً لشقيقتها شارلوت فبدأت بالرسم قبل أن تبدأ بالكتابة، ثم جعلت من رسوماتها رموزا عجيبة و كأنها تسرد على مسامعنا من جديد كيف نشأت الكتابة و كيف تطورت الحروف عن الرسوم والرموز، و لكن شارلوت كانت أكثر حدة فى التفكير و اكثر ذكاءاً من أختها الكبرى، لأنها كانت دوما تبحث عن الإجابة لأسئلة كثيرة فى ذهنها، مثل لماذا هي موجودة فى الكون؟ و لماذا عندما جاءت الكون نزلت في هذا البيت تحديداً؟ و لهذه الأسرة؟ و كانت تتخيل أحياناً أنها حلت ضيفاً لديهم بطريقة خاطئة و ان هناك عالما آخر بإنتظارها، و عليها أن تكتشف هذا العالم، و تبحث عن مفتاح للدخول فيه، و كبرت الفتاة و في عقلها الصغير هذه الأفكار تسيطر بشدة و توجهها، لذا كانت تحاول جاهدة خلال إقامتها فى هذا المنزل ( كما كانت تفكر) أن تتبنى رموزا خاصة بها، و أن تكون لها شخصية مغايرة، و طقوسا مختلفة، و عادات منفردة و ألا تخضع لأي قوانين أو أعراف لهذا البيت الخطأ!! فى إنتظار وصولها إلى بيتها الحقيقي؟!! الذي لا نعلم تحديداً ما هي مواصفاته ، و لا أين يقع؟

وعندما كَبُرَت وأتَمًت العاشرة من العمر بدأت أفكارها العجيبة تلك عن كينونتها و منزلها الصحيح و المنزل الخاطيء فى الإنحسار مؤقتاً، لكن بعد أن تشكلت لها شخصية مميزة تبحث دوما عن المختلف، و تؤمن بالتميز و الإنفراد، و لطالما كانت شخصيتها مزعجة فى نظر أسرتها، لاسيما فى ظل وجود ساندي المطيعة الهادئة، والمنزوية كثيرا إلى مرسمها حيث تمضي داخله الكثير من الساعات، لتخرج بعدها فى هيئة تشبه " صبي النقاش" بألوان ملطخة وملابس بالية و شعر غير منتظم الملامح أو التصفيف!

شارلوت، كانت على النقيض تماما، مرتبة دوما، مستعدة دوما للذهاب إلى حفلة رسمية!!! بملابس أنيقة و رائحة رقيقة و نظافة متناهية، ويبدو أن الأب" خليل حِمْص"، و الأم "بثينة الدالي"، كانا على وفاق تام مع توجهات فتاتاهما بل كانا سعداء فى أنهما كأولياء أمور نجحا فى أن يمنحا كليهما شخصية مستقلة وحرية تامة حتى داخل جدران منزلهما.

ومع دخول الإنترنت المنزل، بدأت وسائل التواصل الإجتماعي تغزو البيوت قليلا، وكعادة المجتمع المصري وقتها لم تدخل فيه وسائل التواصل الإجتماعي بشكل مرحب به فى باديء الأمر، بل كان العزوف و الخوف من إستخدامها السمة الغالبة على المجتمع، ماعدا "شارلوت"، فقد إستشعرت منذ الوهلة الأولى أن هذه الوسائل ما هي إلا وسيلة لها لإحياء فكرة البحث عن منزلها الحقيقي، و عن الأسرة الصحيحة لها، وعن أصل وجودها و سبب حضورها لهذه الحياة!!

في تلك الأونة كانت قد صدرت عن جريدة أخباراليوم مجلة متخصصة كانت تسمى "أخبار الحوادث" فى العام 1991م لأول مرة ، لذامع بلوغ شارلوت العاشرة من العمرأصبحت من أكثر قراء تلك المجلة الإسبوعية، والتي تخصصت فى نشر الجرائم و التحليلات الخاصة بها، و قررت شارلوت بينها و بين نفسها أن تمزج رحلة بحثها عن أسرتها المزعومة وعالمها الخفي المزعوم أيضا بأساليب البحث و التقصي التي قرأت عنها فى تلك المجلة، فتشكل لديها حدس بوليسي إلى حد كبير مع قدرة على التحليل والإستنتاج و ربط المعلومات بشكل مرتب ببعضها البعض من أجل الحصول على نتائج، ويمكن إختصار قدراتها بأنها أصبحت نموذجاً فريداً للقدرة على التفكير العلمي ولكن فى إتجاه البحث عن الحلول وكشف الغموض، و بسبب هذه المهارات المكتسبة لدى شارلوت، كان أفراد أسرتها يلجأون إليها كلما ضاع منهم شيء فى المنزل!!!

أقدمت شارلوت على إقتحام دنيا السوشيال ميديا، و كلما غاصت في هذا العالم كلما أدركت أن بيتها هو البيت الحقيقي الذي يلائمها وأنه أكثر المنازل واقعية فى هذا العالم الإفتراضي، لقد تعرضت في عالم السوشيال ميديا إلى عمليات النصب و الإحتيال، والكذب ( وهو أكثر الأنواع إنتشاراً) وبهذه الطريقة نما لديها حدس أخر وهو كشف الكذب، والتنبؤ بوقوع الأمور قبل حدوثها.

ويبدو أن كل ما مرت به الصغيرة كان يعدها جيداً لكي تصبح أشهر شابة تمتلك منصة على السوشيال ميديا لتحكي بأسلوبها و شغفها أسباب حدوث الجرائم، و كيف تم الكشف عنها، وفى واقع الأمر لم يحدث ذلك الأمرمن قبيل الصدفة و إنما كان الأمر شبيه بالتكليف.. هكذا جرت الأحداث...

يتبع ....

ترقبوا روايتي الجديدة قريبا ان شاءالله مطبوعة بالاسواق. 

المشاركات الشائعة