مصر و نظرية الشواش

مصر و نظرية الشواش



بقلم / روناء المصرى


هل سمعتم عن نظرية الشواش فى الفيزياء؟


يبدو أن ما مرت به مصر منذ الثلاثاء الموافق 25 يناير عام 2011م ، و حتى يوم الخميس الموافق 3 من فبراير 2011م ،يخضع لقوانين الفيزياء البحتة و خاصة ما يعرفه العلماء بإسم نظرية الشواش ، فما هى هذه النظرية ؟ و كيف ترتبط باحداث الشارع المصرى المحتدم ؟


نظرية الشواش


ربما مرت عليك عبارة فحواها :"أن جناح فراشة ترفرف فى اليابان قد يحدث زلزالا فى الغرب !" تخيل الصورة كاملة حتى تدرك كيف لجناح فراشة صغيرة و ضئيلة الحجم ان تحدث زلزالا فى غرب الكرة الأرضية ، إن هناك سلسة من التفاعلات تحدث ما بين المساحة التى تفصل بين أجنحة الفراشة اليابانية و بين كل ما حولها فى البيئة عبر ذبذبات تلك الأهتزازات الموجية للأجنحة، لتنتشر فى الوسط حولها ضمن سلسة من الأفعال و ردود الأفعال لدرجة تؤدى إلى إحداث إهتزازات أرضية فى الغرب ..


إنها العشوائية المحسوبة ، نعم يبدو ان هناك نمطا محددا يمكن رسمه أو إتباعه عبر العشوائية أيضا، و خير مثال لذلك لعبة ال"دومينو" المتراصة حيث يمكن عن طريق حساب مسافات معينة و أحجام معينة، إحداث مجموعة من الأفعال و ردود الأفعال المترتبة عليها من مجرد إحداث قلقلة بسيطة فى أول قطعة رئيسية؛ لتستتبعها إحداث مجموعة من التفاعلات تستشرى فى سرعة و إنضباط داخل تلك القطع المحسوبة و المتراصة إذن إنها عشوائية مخططة، و هذا ما حدث فى مصر.










دومينو بشرى


بدأت حركة الدومينو الرئيسية من منطلق ديمقراطى يدعو إلى إحداث تغيير شرعى فى بعض تشريعات الدولة تتضمن بذلك حلولا لمشاكل تهم المتظاهرون منها البطالة و الفقر و الصحة و التعليم ، و تضع حدودا ديمقراطية لإنتخاب رئيس مصر و تحارب الفساد فى منبر الأمة من مجلسى الشعب و الشورى، و هى مطالب يقرها الجميع و يحميها تماما ،غير أن هذه المطالب كانت بمثابة عدد النقاط الموجودة على قطعة الدومينو الأولى الرئيسية و التى كان مقررا لها البدء فى إحداث الإظطرابات فيما يليها من قطع دومينو أخرى . لقد كانت تلك القطعة ترتدى زيا بشريا من أبناء الوطن السالم حتى تغير معنى السلم إلى حالة من الفوضى و اللاسلم.اما المطالب الحقيقية فكانت مطالب لها نياب سامة تظهر تباعا كلما إنقلبت قطعة دومينو على عقبها حتى تقلب القطعة التى تليها ،غير ان داخل تلك العشوائية المحسوبة مفاجأة تدعى مصريون أوفياء.


احداث و حقائق


يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير كان من المقرر له أن يكون يوم عيد و بهجة لجهاز الشرطة المصرية رمزا للأمان المصرى فى دولة كان ينعم أهلها بالامان على مدار أربع و عشرين ساعة ، غير أن مخططا مسبقا بما اطلق عليه فيما بعد بيوم الغضب كان فى طريقه إلى ميدان التحرير بوسط العاصمة ، حيث تظاهر الآلاف هناك مطالبين بإحداث تغييرات إيجابية ، و جاء على لسان المشاركون فى هذه التظاهرة الحضارية أنهم لم يكونوا ينتوون تغيير النظام المصرى او المساس بسيادة مصر ممثلة فى رئيسها الشرعى محمد حسنى مبارك ، و ان أحلامهم و طموحاتهم تبحث عن حياة أفضل و أكرم للجميع ، غير ان ما حدث على أرض الواقع لم يكن متوقعا ، لكنه كان مخططا !!!!


فى اليوم نفسه طالت وقفة المتظاهرين حتى إستدعت تدخلا امنيا لتفريقهم ، و ظلت الحكومة المصرية بقياة د. نظيف صامتة فى قصر عاجى و كان هذا الصمت مخططا!!


فى اليوم التالى تصاعدت حدة المظاهرات مع غياب الرد عليها من قبل المسئولين و إزدياد أعمال القمع التى تمارسها الداخلية برئاسة حبيب العادلى و كان هذا مخططا .


كان من المتوقع ان يقوم مجلس الشعب بالتدخل لدرء المفاسد فى المجتمع المصرى او لمنع المزيد من التصاعدات ، غير انه اكتفى بكتابة محاضر جلساته و توصياته و تقديمها للحكومة – جاء ذلك فى تصريح على لسان رئيس مجلس الشعب د. أحمد فتحى سرور عقب خطاب الرئيس الأخير فى يوم الأول من فبراير 2011م- غير أنها لم تفعل بسبب مخطط الحكومة السابقة فى التجاهل المستمر ، و بسؤال رئيس مجلس الشعب عن إجراءات حجب الثقة عن حكومة تتجاهل مطالب شعبها أقر بأن ذلك لم يكن دستوريا و كان خارج نطاق المجلس نظرا لأن المجلس الحالى هو مجلس حزب واحد حزب الأغلبية ، و أن الحكومة كانت من نفس الحزب الواحد دون اختلاف حزبى داخل صفوفها ، و أن قرار كهذا يعنى عدم الشرعية ، و كان هذا مخططا .


خلال هذه الأيام ، إستمرت قناة الجزيرة العربية فى بث مشاهد و مقتطفات و حملات إعلامية وفق اجندة خاصة تشاركها بها عدة قنوات إعلامية أخرى بعضها عربى و الآخر أجنبى يحمل نفس أجندة الإعلام التى حملت حساباتها حول الشعب المصرى بسيناريو مشابه لما حدث فى تونس الشقيقة على ظن أن مصر كتونس على نفس الساحل من البحر المتوسط ، غير أن فروقات التاريخ و الشخصية المصرية التى تواكب عليها غزوات منذ ألاف السنوات عبر التاريخ خرجت كلها من أرض النيل دون أن تغير حتى فى لسان أمتها أو تفرض عليها ثقافتها ، حددت النتيجة مسبقا ، وهو فشل أسلوب التعامل الإعلامى و فشل الأجندة الإعلامية التى لم تدرس "شخصية المصريين " ذات الطبيعة الخاصة جدا جدا ، و كان هذا أيضا مخططا.


إستمرت التصعيدات حتى حلول يوم الجمعة الموافق 28 يناير 2011 ، و كان ذلك اليوم بمثابة علامة فارقة تبدو فيه العشوائية فى أعتى صورها غير أن كل ما حدث به كان مخططا أيضا، و إليكم الأحداث..


مظاهرة تتصاعد احداثها عبر اليوم ، و تحجب و تعيق الجميع من النزول إلى مصالحهم أو ممارسة أعمالهم بشكل إيجابى، فى الوقت نفسه ، نمت إلى مسامع بعض أفراد المجتمع المصرى اخبار عن اوامر صدرت إلى رجال الشرطة بعدم حمل أسلحتهم الخاصة أو التعرض لأحد من المتظاهرين ، الأمر الذى ادى إلى حدوث إنفلات امنى كبير عندما واجهت الشرطة المتظاهرين فى الشارع المصرى ، و نتجت عن ذلك خسائر .


إستمرت المخططات فى إحداث حرق و دمار داخل اقسام الشرطة بالعاصمة و التى يبلغ عددها اكثر من 26 قسم شرطة داخل القاهرة ، و تم تنفيذ هذه العمليات بحرفية عالية جدا و تنظيم يعى معنى الوقت و الهدف من التحركات التى يقوم بها المخربون ، و كان هذا منظما .


أعمال الحرق التى تلت تلك الإقتحامات إستهدفت سيارات الأمن المركزى و رجال الشرطة ، و أقسام الشرطة ، و مبنى مجمع المحاكم بالجلاء و مكتب التوثيق بالجلاء فى أعمال منظمة و تعى ما تفعله تماما .


صدر فى نفس اليوم مساءا فى حدود الساعة الخامسة تقريبا ، قرار الحاكم العسكرى ، رئيس الجمهورية بحظر التجوال و تولى الشرطة و الجيش معا حماية الممتلكات و الأنفس المصرية ، غير أن إنسحابا من جهاز الداخلية بالكامل تم قبل أن تقوم القوات المسلحة فى نشر قواتها عبر ربوع البلاد .


كان هذا مخططا .


حالة من الإنفلات الأمنى تلا ذلك ، فانقلبت رغبات الشباب فى إحداث تغيير إلى أفعال تهدف إلى إحداث أمن حقيقى فى الشارع المصرى ، و نجح هؤلاء الشباب فى تنظيم انفسهم حول منازلهم و مناطقهم السكنية لحماية ذويهم ، و كان ما فعلوه يخضع لتخطيط جيد نجحوا من خلاله فى إعادة الأمن إلى البلاد مع القوات المسلحة ، غير أنه و فى داخل سجون مصر كان هناك تخطيطا آخر يحمل علامة إستفهام كبيرة ، إذ سعى البعض ممن لهم خبرة كبيرة جدا فى التعامل مع الأزمات . قام هؤلاء بفتح السجون المصرية بمفاتح تلك السجون دون اللجوء إلى أحداث حرائق أو حتى هدم او تفجيرات ، و هنا تقبع علامة الإستفهام ؟


من يعرف نظام السجون من الداخل ؟ و من يعرف كيف يحصل على تلك المفاتيح؟ و كيف تم التنسيق عبر سجون البلاد بحيث يتم فتح سجون كل منطقة بترتيب تسلسلى وفق مواقيت محددة و بأعداد محددة ؟ فكان ذلك مخططا .


فى الأيام التى شكا فيها المواطنون من غياب الشرطة صدرت إليهم أوامر بإرتداء الزى الملكى دون خطة معينة كما صدرت الأوامر لبعضهم بالبقاء فى المنازل قيد إجازة أجبارية ، بينما إستمر البقية الباقية فى ترصد احوال الشارع المصرى و التغيرات التى تطرأ عليه من الناحية الأمنية ولكن بملابس ملكية ، كما رصد هؤلاء ردود أفعال الشارع المصرى اولا بأول ، و أعتقد أن كل كلمة تقال بين إثنين من المصريين كانت تنتقل عبر ربوع البلاد كلها ، بما فى ذلك جهاز الإعلام المصرى .


فى صباح يوم الجمعة بقى لنا ان نتذكر أن خطوط الإتصالات و التواصل عبر المحمول و الإنترنت كانت مقطوعة تماما ، و كان ذلك مخططا.


أليس ذلك دليلا على وجود خيانة ، و مؤامرة كبيرة من العيار الثقيل؟!


عودة للعشوائية المحسوبة


يقول البعض أن أياد خفية تسير إنتفاضات الشعب، تخطط له ما يفعل و ما يقول ، فهل حسبت تلك الأياد أن الأمهات ستدفع بأطفالها و شبابها فى عمليات حراسة منظمة لجماية الأسر و العائلات المصرية ؟


يقول البعض أيضا أن كل ما كان مخططا له هو تنظيم يستهدف أمن مصر و إستقرارها ، فهل كانت من سذاجة تلك المخططات المراهنة على قلة لم تتعد المليون وسط شعب قوامه يصل لخمسة و ثمانون مليونا؟ماذا عن غضب البقية الباقية؟


يقول البعض أن ماحدث من تصاعدات فى الأحداث بدأت بمسيرات سلمية و إنتهت بأعمال تخريب ثم حظر تجوال ، ثم قرارات و بيانات من القوات المسلحة ، ثم خطابات و تحركات سياسية على مستوى رفيع فى الدولة ، ثم خطاب تاريخى للرئيس مبارك القاه فى يوم الثلاثاء ؛الأول من فبراير عام 2011م، على مسامع العالم أجمع ، بأنه إمتثل لطلبات القلة و التى يعلم مسبقا أنها مطالب مشروعة تنسحب على الأغلبية الباقية ، ثم مواجهته فى شجاعة للبقاء أيا ما كانت عواقبه من اجل الحفاظ على مصر مترابطة و متماسكة ، و عملا على إتمام إجراءات نقل السلطة سلميا إلى ما يبتغيه الشعب لتكون مصر بذلك أول دولة عربية فى الشرق الأوسط تنعم بديمقراطية إنتخابات رئاسية بفترتين محددتين وفقا لتغييرات المادتين 76 و 77 من الدستور المصرى ، البعض يقول أن ذلك كله وفق مخطط للتحايل على أذهان الشعب المصرى و لعبا بعواطفه ، والسؤال هو ما السبب ؟ و ما الحاجة لذلك ؟ اليس الرئيس المصرى راحلا بعد عدة أشهر ؟


أم أنه ينبغى أن نعود إلى تلك القطعة الرئيسة للدومينو ، و التى حركت الأوضاع منذ البداية ؛ أى نعود إلى العشوائية المحسوبة!


لقد ذكرنا فى البداية أن قطعة الدومينو كانت لها رؤؤس سامة بدأت تتضح كلما إنقلب منها قطعة جديدة ، و كانت هذه الرؤوس تظهر فى مصطلحات كبيرة منها " فراغ سياسى ، إنفلات أمنى ، أعمال سلب و نهب ، تمثيل الشرعية المصرية و تمكينها ، أو فقدان الشرعية تماما ، الفوضى أو الإستقرار."و تخللها بعض النداءات لتنظيمات تحمل ألقابا مثل يوم الغضب فى الثلاثاء الماضى ، و جمعة الرحيل الموافق للرابع من فبراير 2011 ، فمن يرسم تلك الألقاب ؟


ثم جاءت البيانات برصد أجانب سويسريون ، من إريثريا ، من أثيوبيا ، من الأردن ، من عدة بلاد و طبعا امريكا نفسها بطلا متوجا بإبنتها الصغرى إسرائيل كنوع من التدليل ،فماذا ينتوى هؤلاء ؟ توافدت المعلومات من شهود عيان بأن أجانب كانت تطعم المتظاهرين فى الميدان الشهير " التحرير " و تمنحهم مبالغ مالية مقابل الحصول على بطاقاتهم الشخصية لحفظ بياناتها و إستمرارهم فى البقاء داخل الميدان.


للمطلعين على ما تفرزه مخازن التفكير الإستراتيجى و التخطيط هناك ما يسعى الغرب لفعله بالدول العربية و منطقة الشرق الأوسط تحديدا ، و ما يحدث فى تونس على سبيل المثال خير دليل ، و ما حدث فى تقسيم السودان خير دليل ، و ما حدث فى العراق خير دليل ، و الفرقة بين لبنان و سوريا خير دليل ، و وجود قواعد عسكرية فى الخليج خير دليل ، لكن ما هى الخطة المقترحة فى مصر ،؟


الخطة فى مصر تقتضى تقسيم مصر إلى أربعة دويلات احداها فى الشمال تحت الحكم الإسلامى للجماعات المسلمة المنتشرة هناك ، و فى الصعيد دويلة أخرى تحكمها الأقباط المنتشرون هناك ، و فى الجنوب دويلة النوبة تحت الحكم النوبى ، و لكن المقاطعة الرابعة و الهامة جدا تحت حكم إسرائيل ، فهل عرفتم ما هى ؟ نعم إنها سيناء .. الأرض الفيروزية ستخضع لحكم سفاكي الدماء و قتلة الأنبياء . إذن عشوائية لها حسابات خاصة أخرى ، حالة من الإنفلات الأمنى ، الإنشقاق بين مؤيد و معارض لما وصلت إليه مجريات الأمور فى مصر مع بقاء الشرعية حتى آخر يوم لها مع الإستمرار فى احداث التغييرات المطلوبة عبر مسيرات التظاهر الشريفة؟ ثم الإحتكاكات المستمرة بين المعارضين وفق اجندات خارجية ، و بين المؤيدين الداعين للإستقرار فى مصر ، هذا ما تريده مخططات التقسيم التى ذكرت آنفا ، المزيد من حالة الإنفلات الأمنى ، المزيد من التصادمات ، المزيد من حالات الفوضى ، و النتيجة التقسيم المخطط، عشوائية أدت إلى تحقيق تخطيط مسبق ؟ فهل سندع لهم الفرصة لتحقيق ذلك؟


يبدو ان العلم ليس بعيدا تماما عن السياسة، لأن إحتمالات التفكر و التدبر و قوانين الفعل و رد الفعل لا زالت تخضع للمزيد من الدراسات إلا أن الوقت غير كافى لهذه الدراسات .


رسالتى للشباب هى أن مسئوليتهم الحقيقية هى الحفاظ على مصر ، على سيناء الأرض المقدسة ، على دماء آلاف المصريين من الشهداء عبر عشرات السنين ، أهدأوا ! حافظوا على مصر ! أحموا رفات شهدائكم ! عودوا إلى منازلكم و أسترجعوا حياتكم ! إحبطوا سلسلة إنزلاق الدومينو فوق رؤوسنا جميعا ، لأن سقوط مصر يعنى سقوط الشرق الاوسط و ضياع القدس .


فكروا جيدا و فاجئوا من يخطط حولنا بأن المصريين الاوفياء أقوى من أى مخطط دولى او من مجرد حركة بدأت فى قطعة دومينو تحت رداء مطالب شرعية.


اللهم قد بلغت، اللهم أشهد .

تعليقات

  1. عيب يا أستاذة روناء، لم أكن أعثقد أنك ضد الثورة، خاب أملي فيك، أنت صحفية علمية وكان الرجاء فيك غير ذلك

    ردحذف
  2. لو قرأت كلامى جيدا لعلمت كم أحترم المطالب التى دعت للحرية ، لكن فى نفس الوقت كنت أحذر من إنفلات يؤدى إلى فوضى ، بداخل المقالة تساؤلات عن مخططات الداخلية و غيرها ممن شاركوا فى حدوث الإنشقاق الذى نشعر به الآن ، و يا اخى حتى لو فرضت جدلا أنى كنت من غير المؤيدين أليس من الديمقراطية تقبل الرأى الآخر ؟ وأن حرية التعبير مكفولة للجميع إطرح فكرتك و فكرتى و فكرى غيرنا بدون تجريم او إدانة لأن الجميع حتما يريد المصلحة تحرروا من القيود و عبروا بصراحة حتى وإن كان ذلك بمجرد ذكر إسم صاحب التعليق بشجاعة، لتدافع بها عن رأيك.
    تحياتى للمشاركة

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة