مصر فى جمعة الرحيل

ماذا يحدث فى مصر الآن ؟
 إنها جمعة الرحيل .. هذا هو مصطلح المتظاهرون فى ميدان التحرير ، لكنه بالنسبة لنا جمعة رحيل الأمان من مصر لو لم تتمكن مصر بشبابها و قادتها و كامل إرادتها من تخطى هذه العثرة الكبيرة فى تاريخها المعاصر ، فمن سينجح فى الإختبار؟
مصر كوطن و بلد عربى كبير ؟
 أم حفنة من المتظاهرين ذوى أهداف خاصة و إن كانت متباينة فيما بينها ؟
 هل حمل احدكم كاميرا ؟ إذن ستشاهدون تلك السماعات الكبيرة من أجهزة تكبير الصوت و مايكروفونات خاصة مع احدث توصيلات كى تكون تحت تصرف المتجمهرين حال إعتلائهم منبر حديث الحماسة للمنع التجمع من الخروج إلى الحياة من جديد ، إن هذه المعدات تمثل تنظيما ذو خبرة كبيرة فى التعامل مع الحشود البشرية ، تنظيما يدرك تماما كيف يحتاج هؤلاء الشباب للتذكرة  و الشحن النفسى و الفكرى المستمر و المتواصل كى يظلوا على نفس اهدافهم و فى مواقعهم
 و السؤال الآن لماذا تحمل تلك الساحة المصرية شاشة قناة الجزيرة فقط .؟ لماذا لا تحمل شاشة أخرى للعربية ، و الحرة و البى بى سى ، و العالم ، و روسيا اليوم و .و.و. غيرها من قنوات تلفزيونية أخرى ، ناهيك عن غياب شاشة التلفزيون المصرى بحجة عدم المصداقية فيما يبث من معلومات.
 هذا ليس حديثا من بنات أفكارى و ليس حديثا موجها بغرض ما ، إلا صالح مصر فقط ، و إليكم الدلائل موثقة

 على هذا الموقع تجدون بعض الروابط التى صدرت على عناوين الجرائد و الوسائل الإعلامية العالمية و العربية و المحلية و بعض التصريحات بإمكانكم الرجوع إليها و فحصها ، ثم معاودة قراءة هذه السطور التى سأحتكم فيها إلى تجربتى الشخصية التى مررت بها ، فأنا فى ظل إعلام معتم و يثير البلبلة و التخبط ، لن أحتكم إلا لما رأته عيناى و سمعته أذناى و شعرت به نابعا من قلبى و من مصريتى و من عروبتى ، و سأترك لكم فى النهاية إتخاذ القرار.
هذه هى الروابط :
منتيات نجوم مصرية تحمل روابط لما نشر عن جمعة الرحيل http://100fm6.com/vb/showthread.php?t=248569
خطبة الجمعة للشيخ مزهر شاهين الذى أم الجموع فى ميدان التحرير للصلاة ، و لا يسألنى أحد من هو هذا الشيخ ؟ أو ما هى دراسته؟  فقط أعرض لكم ما نشر على موقع شبكة الرباط الفلسطينية -عيونك فلسطينية و احداث جمعة الرحيل
http://www.alrepat.com/2011/02/04/جمعة-مليونية-تطالب-برحيل-مبارك/

 تقارير من الشبكة العربية لحقوق الإنسان حول القبض على بعض المدونين ، و حول تبرئة بعضهم و حول احداث الإعتصام الذى قرر أن يدخل أسبوعه الثانى دون النظر فى امر الفقراء و المساكين من أبناء الشعب ممن خسروا موردهم المالى و عائلهم لحياة كريمة ، بدعوى أنهم يريدون الأفضل لمصر ؟!!!
http://www.anhri.net/egypt/
 فقط ينبغى أن نسأل عن من يقف خلف مثل هذه المنظمات غير الحكومية فى مصر  والدول العربية ، و ما هى توجهات تلك المنظمات فى حقيقة الأمر ، هل هى الدفاع عن حقوق الإنسان ؟ إذن لماذا تهدر كرامة و حقوق الفلسطينيين مع وجود ممثلى لهذه المنظمات هناك و خاصة من منظمة هيومان رايتس واتش؟
 مجرد سؤال عن عدم نجاح مساعى تلك المنظمات فى الحصول على شرعية دولية مؤكدة للدولة الفلسطينية بإعتراف الجميع أو بالحصول على حدود و اضحة لتلك الدولة ، او بالحصول على حياة كريمة لهم دون أعمال النهب و السلب أو هتك العرض أو الحصار الذى ظل مفروضا عليهم دون تحرك أحد من هذه الهيئات للتصرف حيال ذلك مثلما نشاهده فى مصر الآن؟
 مجرد سؤال عن عدم وجود جهود لهذه المنظمات فى العراق عندما شاهدنا جميعا الفيديو الذى أساء إلينا كعروبة و احدة من المجازر و الإنتهاكات و الجرائم و الفحش الذى مر به هؤلاء الآمنين و كأن كل عراقى كان صدام حسين فى ذاته؟

 مجرد سؤال عن  مصير دموعنا التى ذرفناها فذهبت سدى ، بعد أن إنهمرت و نحن جيل الإنتصار فى اكتوبر المجيد  بعد صدور خطاب السيد الرئيس عن عدم تخليه عن مسئوليته فى تسليم السلطة آمنيا فى مصر و كيف أن أمنيته الوحيدة هى الوفاة على أرض الوطن و فوق ترابها الذى شهد دماء الملايين من الشهداء الأحرار، كى نظل مثلهم أحرارا أبد الدهر ، فأخترنا اليوم أن نصبح فى أسر قلة لا تمثل 85 مليون مصرى مثقف و متعلم و واعى لمعنى الأمن و الدستور و الشرعية و لمعنى وطن واحد متلاحم بين مصرى و مسيحى و يهودى أيضا.
فلنحاسب الرئيس لو أردنا و لكن بعد أن يسلم مصر أمنة مستقرة بعد تغييرها إلى الأفضل ، و أقول لكم من حقق العدل عبر التاريخ ؟ من هو الحاكم الذى إجتمع عليه الجميع ؟
 من هو الحكم ، العدل ، الخبير ؟ و ستجدون الإجابة هى الله عز و جل ، فلا يمكن إذن أن نقارن الخالق بالمخلوق
 و لكن كم مرة تكرر فى التاريخ الإسلامى تحديدا أسماء لحكماء وصفوا بالعدل قياسا على عدم الشكوى بالفقر فى عهودهم أو إختفاء المحتاجين للصدقات إبان حكمهم ، ستجدون إسمين إثنين فقط :
 عمر بن الخطاب
عمرو بن العاص
هل من مزيد ؟ هل هناك أسماء اخرى؟
 إذن توقفوا عن زعزعة الأمن بحجة الدفاع عن العدل ،
لأنى أتساءل ماذا عن هؤلاء الفقراء الذين إزدادوا فقرا بسبب توقف العمل و الحياة فى مصر؟
 كم من المتسولين الجدد دفعنا بهم إلى المجهول من أطفالنا و شيوخنا و شبابنا بسبب إعتصام قلة فى ميدان التحرير ، بينما هؤلاء المعتصمين يحصلون على بطانيات للتدفئة و غيرهم يموتون بردا ، و يحصلون على أفخر الأطعمة من أفخر المطاعم ، وغيرهم تحولوا عن العزة إلى الشحاذة و التسول طلبا للقمة جافة أو بقايا طعام ، أو طلبا للحصول على لبن لطفل رضيع ؟
 أين هو العدل فى مطالب هؤلاء الشباب المعتصمين؟
أيكبر عليهم إنتظار بضعة شهور ، أم تكبر عليهم أنفسهم ؟
 بينما تهون أنفس العاطلين ليزدادوا إحساسا بالفراغ و التهميش
 و تهون أنفس الكرماء الذين خانهم الحظ فلم يستطيعوا صرف مرتباتهم قبل الكارثة
 و تهون عليهم حياة الرضع الذين لا يجدوا طعاما ، أو دفئا ، او حتى رعاية صحية
  وتهون عليهم ترويع الأمنين بعد أن كانوا مطمئنين
 أين هى العدالة فيما يطلبون؟

 أقول لكم إقرأوا ما أرسلت عبر مدونتى و ستجدون معلومات معكوسة و مغلوطة
 لقد بكيت أنا نفسى بعد سماع خطاب الرئيس المصرى و شعرت أن مصر قد أهينت جدا عندما كسر رمزها و رئيسها حاميها و محمل كرامتها و فخرها ، و كأننا إرتضينا أن تهان مصر دون التفكير فى أن أى إهانة المتحدث الرسمى بإسم مصر " متمثلا فى رئيس مصر" تعنى إهانة مصر بكل المصريين، و كنا نتحادث مع بعض أصدقائنا على الهاتف و فوجئنا بثورة عارمة فى الشارع المصرى
و ضجيج كبير ، فخرجنا لنرى السبب و قد ظننا أن القيامة قامت ، لكن ما حدث هو أن الشعب هو الذى قام و إنتفض  ليهتف أنه مع الشرعية و الدستور و التغيير و أننا فى صف هؤلاء الذين خرجوا فى 25 يناير و أنهم نجحوا فى الحصول على مطالبنا جميعا ، إنتصروا لنا و نحن قررنا أن ننتصر لمصر معهم ، خرجوا ليؤيدوا بقاء الرئيس حتى إلإنتهاء مدة رئاسته و إنتقال السلطة سلميا  حتى تسلم مصر و شعبها و تخرج من مأزق كبير قد يلقى بها فى ظلام دامس .
 و مع إنتفاضة الشعب ، تواصلت إتصالات الأهل و المعارف عبر ربوع البلاد لنا عن تماثل السلوك فى جميع محافظات مصر تأييدا لما قرره " الرئيس مبارك" عن إنتقال سلمى للسلطة ، و إتفقنا أن يشارك الرجال فى مسيرة سلمية تمر بأحياء القاهرة مكان سكننا وعملنا حتى نرى العالم أجمع أن رأينا يؤيد إستقرار مصر.
 لكن ما فاجأنا هو أن تنسب تلك المسيرات  إلى القلة المتجمعة فى ميدان التحرير ، لدرجة أنى فكرت فى أنه لو ذهبت بشكل جنونى إلى هناك و ألقيت مادة قابلة للإشتعال فوق رأسى ،  وهددت الجموع بالميدان بإحراق نفسى أمامهم أو الذهاب إلى منازلهم ، لتركونى أموت حرقا أمام أعينهم  دون إكتراث، ثم تأتى قنوات الفضائيات و الصحف و تدعى أن مواطنة مصرية قتلت نفسها رغبة فى رحيل السيد الرئيس  و سيدعون أنى من مؤيدى إعتصام ميدان التحرير و أنى أول إنتحارية بينهم ؟!


بينما أنا أحثهم على إنهاء الأزمة و عودة الإستقرار .. الحقائق سيتم قلبها و ستكون مغلوطة ، و السؤال لصالح من ؟
غير أنى لن أفعل ، لن أموت كافرة بسبب قلة لا أعلم سببا واحدا منطقيا لوجودهم داخل ميدان التحرير بعد كل ما تم من إنجازات و مكاسب على أرض الواقع.
 ما هذا ؟ أنحن فى آخر الزمان ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة