سؤالات " نونو "

قصة بقلم روناء المصرى

vذهب "نونو" مع والدته لحضور "سبوع " جارتهم "هدى"، التي أنجبت طفلة اسمتها "إسراء".

  

v  وهناك امسك "نونو" شمعة وظل يدور مع اصحابه حول مهد المولودة وهم يغنون "حلقاتك برجالاتك" ،ثم  حصل "نونو"على الحلوى التي عادة ما توزع في إحتفالات "السبوع".

v  سأل ""نونو"والدته : من اين جاءت المولودة الجديدة؟ أنا لم أرها من قبل عند جارتنا؟ اجابت الأم: جارتنا "هدى"أنجبتها!

v   و عندما عاد "نونو" إلى منزله ظل يفكر في الطفلة الجديدة التي انجبتها جارتهم، لاحظ والد "نونو" إنشغال إبنه ، فسأله عن سبب إنشغاله.

v  فقال" نونو" لوالده : لماذا أنا موجود معكم يا أبي؟، فقال والده : أنت موجود معنا، لأنك إبننا ، الذي أنجبناه،ولذلك فنحن أسرتك.

v  رد "نونو" قائلا: وما معنى كلمة إنجاب، يا أبي؟ رد الأب: الإنجاب يعني أن الله تعالى ارسل إلينا رزقا جديدا في صورة مولود جميل و صغير.

v  أحضرت والدة "نونو" العشاء و دعتهما لتناوله، و أثناء العشاء كان "نونو" لا يزال مشغولا بالمولودة الجديدة ،و سأل والديه: وأنا، من أنجبني؟ ، أنتي يا أمي؟ أم أنت يا أبي؟

v  ضحك الأبوان وأجابت الأم: أنا يا" نونو" أنجبتك، لأن الأمهات هن القادرات على حمل الأطفال داخل بطونهن لمدة تسعة أشهر، بعدها يخرج الأطفال إلى الدنيا.

v  لكن "نونو" الصغير، لم يفهم لماذا يجب أن يظل داخل بطن أمه طوال هذه المدة الطويلة؟، فقرر والديه أن يصطحبا"نونو" في نزهة، ليعرف من خلالها، لماذا يظل الأطفال داخل بطون أمهاتهم؟ وأعد "نونو" نفسه لنزهة جميلة.

v  ذهب "نونو" مع والديه إلى مزرعة عم "حسن" ،وهناك طلب عم "حسن" من "نونو"، أن يساعده في زراعة البذور،قائلا: خذ هذه البذور يا "نونو"، وضعها في التربة على مسافات متساوية،ثم غطها جيدا ،وأرويها بالماء ،و بعد أيام ستكبر هذه البذور و تنبت أوراقا صغيرة.

v  و في المزرعة أيضا وجد "نونو" دجاجة ترقد فوق مجموعة من البيض ،ثم رآها تنهض بعد فترة، و وجد "نونو" البيض يفقس إلى أفراخ صغيرة .

v  سمع" نونو" صوت الخراف والماعز فطلب أن يراهم، و عندما ذهب إليهم، وجد إحداها و قد إنتفخ بطنها وصار كبيرا،فتعجب "نونو" كثيرا وظل يراقبها لفترة.

v  لاحظ والد "نونو" إنشغال إبنه فساله عن سر إنشغاله رد "نونو" : لماذا تبدو هذه العنزة منتفخة يا أبي؟ هل أكلت كثيرا؟. ضحك والده و أجاب: كلا يا "نونو" إنها حامل و بعد فترة سوف تلد عنزة صغيرة.

v  شعر "نونو" بالجوع بعد أن لعب كثيرا في المزرعة ،فدعاهم عم "حسن" لتناول الغداء،و بعد الغداء سألت والدة "نونو" إبنها : هل عرفت الآن يا "نونو"، لماذا يظل الأبناء داخل بطون أمهاتهم فترة قبل أن يولدوا؟ أجاب "نونو" : لا، لم أعرف!

v  رد عم "حسن" : يا "نونو" لو فكرت قليلا، لعرفت أن الأطفال كالبذور، تحتاج إلى الدفء، و الغذاء لكي ينبتوا،  وأكملت والدته وهي تقول: ألم ترى الدجاجة و هي تدفئ البيض حتى يفقس؟  فقال "نونو": نعم!

v  فكر "نونو" لبرهة ثم سأل والدته: و إذا كان الأطفال كالبذور، فمن يضع البذور في بطون الأمهات؟ ردت  الأم وقالت: الآباء يضعن البذور، و الأمهات يحملنها حتى يلدن، و بعد الولادة يراعي الأبوان  أولادهن، تماما كما نرعاك أنا وأبوك يا "نونو".

v  سمع" نونو" نداء والده يدعوه لمشاهدة أحد المهور و هو يتغذى من والدته، فركض نونو على الفور، وعندما شاهد المهر الصغير شعر بفرحة كبيرة، وقال له والده: أرأيت يا"نونو" إن الأبناء  نعمة                 كبيرة.

v   إنتهت النزهة وعاد "نونو" مع والديه إلى المنزل، و في المساء، جلس "نونو" وسط أبيه وأمه يشاهدون التلفاز، و أمه تطعمه الزبادي و والده يضحك معه،  فكر" نونو" في كل ما مر به، و عرف أن الأب و الأم نعمتان من عند الله.

v  قال "نونو" لوالديه وهو يقبلهما : الآن عرفت أن الإنجاب نعمة من عند الله، لأنه لو لم  تنجباني، لكنت الآن وحيدا في هذه الدنيا، بدون قلب يحبني و يرعاني.

تمت بحمد الله تعالى